من الأخطاء الشائعة لدى المدمنين في عالم التعاطي، أن امتثال المدمن للبرنامج العلاجي يتخلله مرحلة أعراض انسحاب المخدر من الجسم، والتي يتبعها حبس، عُنف، صرع وتشنجات، قلق واكتئاب، وهذا ما صورته الدراما والسينما خلال عقود طويلة، وتغيير الصورة الذهنية لهذه الأفكار المغلوطة أحد أهم أهداف فريق مستشفى الأمل، لأن مرحلة الأعراض الانسحابية رغم أهميتها، لكنها ليست المرحلة العلاجية الأكثر أهمية، ورغم صعوبتها، لكنها مع التطور الطبي أصبحت المرحلة الأكثر سهولة.
برنامج الأعراض الانسحابية بمستشفى الامل:
بعد مرحلة التشخيص والفحوصات، وإجراء التحاليل اللازمة للمريض، يتم تحديد البرنامج العلاجي المناسب للحالة، في أحد مراكز الاستقبال لدينا، ووضعها تحت الملاحظة والمتابعة التامة، حيث يتم مرور الشخص المدمن على مرحلة الأعراض الانسحابية، والذي يرضخ من خلاله لسحب السموم من الجسم، ويتم استخدام برنامج سحب سموم سريع، أو سحب سموم بدون ألم، بجانب الأدوية الاستعراضية، والأدوية المثبطة، حتى يتم سحب السموم من جسم المدمن تدريجيًا، وليس كما هو شائع تغيير دم المريض.
تتم مرحلة الأعراض الانسحابية تحت الإشراف الطبي الكامل، باستخدام بروتوكولات مهيكلة لمراقبة وإدارة طرد السموم من جسم المدمن بإتباع أحدث الطرق والوسائل العلاجية، وكل ذلك يتم في سرية تامة وآمنة، لأن التعامل الخاطئ مع الأعراض الانسحابية قد يعود بالمريض إلى الانتكاسة، وهذا ما حدث مع حالات تعاملت بعيدًا عن مؤسسات تمتلك الخبرات والفريق الطبي المحترف، لأن الأعراض الانسحابية، قد تكون شديدة الخطورة في بعض أنواع المخدرات.
مدة الأعراض الانسحابية:
الديتوكس، أو فترة الأعراض الانسحابية، لا يمكن حصرها في جدول زمني محدد، لأنها تختلف من مريض لآخر، ويتحكم نوع المخدر ومدة بقائه في الجسم في تحديد مدة الأعراض الانسحابية، وما يصحبها من تغيرات فسيولوجية وكيميائية في جسم المريض، أو ما يسمى “صدمة الانسحاب”.
الأفيونات، ومنها الترامادول والهيروين، قد تبقى في الجسم لـ5 أيام، أما الأمفيتامينات، منها الكوكايين والكبتاجون، فتبقى في الجسم 4 أيام، والخمور والكحوليات فتبقى في البول 4 أيام، أما القنبيات، منها الحشيش فتبقى في البول لأكثر من شهر.
الآثار الجسدية والنفسية للأعراض الانسحابية:
- تعب شديد.
- غثيان.
- قيئ.
- تعرق.
- زيادة نبضات القلب.
- الضعف العام.
- الأرق.
- القلق.
- التوتر.
- الاكتئاب.
- الهلوسة.
- الميول الانتحارية.
العلاج الدوائى وأعراض الانسحاب:
لا يمكن إغفال العلاج الدوائي عن طريق استخدام بعض العقاقير الطبية التي تحد من آلام سحب السموم من جسم المدمن، وهناك بعض العقاقير التي تستخدم للتحكم في الجهاز العصبي أثناء مرحلة أعراض الانسحاب، خاصة مع مدمني الكحوليات، الهيروين، الأفيونات، وكذلك يختلف نوع العقار الدوائي عند استخدامه مع علاج ادمان الحشيش، الكبتاجون، الكوكايين، ومع اختلاف باقي أنواع المخدرات.
التأهيل النفسي وأعراض الانسحاب:
يحتاج المريض عند خوض مرحلة الأعراض الانسحابية إلى التأهيل النفسي، وتغيير الصورة الذهنية لديه للتخلص من آثار الإدمان، ووضع الأضرار التي سببتها له المواد المخدرة سواء جسديًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا نُصب عينيه، وتغيير النمط الشائع لدى المدمنين بأن الأعراض الانسحابية أصعب مرحلة من مراحل علاج الادمان على المخدرات أو الكحول.
الدعم النفسي لأعراض الانسحاب:
يحتاج المريض أثناء مرحلة اعراض الانسحاب إلى دعم نفسي من نوع خاص، حيث لابد أن يتبع معه المتخصصون دوائر اهتمام جديدة، ومغايرة لما كان يعيش فيه من بيئة، أشخاص، أفكار، سلوكيات، اتجاهات، خطط وأهداف، وهذا يتم كله بتقديم الدعم النفسي للمريض لتخطي تلك المرحلة الهامة من مراحل العلاج، ولابد من دعم الأهل للابن/الابنة خلال تلك المرحلة، لأنه من الأخطاء الشائعة إهمال الأهل لذويهم بعد دخولهم لمراكز علاج الإدمان، وعدم الاهتمام بهم والتواصل معهم لدعمهم لتخطي مراحل العلاج، وعودتهم لممارسة طقوس حياتهم الدراسية، والعملية بصورة أفضل، وأكثر فاعلية وإنتاجًا.
ماذا يجب أن أفعل؟
القرار المناسب في الوقت المناسب، لا يكون بوضع عراقيل وتخوفات لا جدوى منها، الآن قد تعرفت على الصورة الحقيقية لبرنامج أعراض الانسحاب، فلا تتردد في التواصل معنا.. وهذا ما توفره مستشفى الأمل عبر مراكزها وفروعها المنتشرة داخل ربوع مصر وخارجها على المستوى الإقليمي والدولي.
ومستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الادمان هنا لدعمك ومساعدتك بكل إمكانياتها..
لا تبحث عن التعافي بعيدًا.. ولا تكون محطة للتجارب.. فنحن لن نتخلى عنك.. حتى لو تخليت أنت عن نفسك.. رسالتنا هدف.. وهدفنا رسالة.