تعليم المريض مهارات جديدة، وتطوير إمكاناته وقدراته الخاصة لتحويلها إلى طاقات إيجابية تمكنه من الإسهام في المجتمع الذي يعيش فيه، هي الآلية الحقيقية التي تستخدمها برامج إعادة التأهيل النفسي السلوكي داخل مستشفى الامل، فالهدف ليس إيقاف التعاطي على المواد المخدرة أو الكحول، وفقط، بل الحياة.
إعادة التأهيل بمستشفى الامل:
تقديم الدعم النفسي من خلال بيوت إعادة التأهيل بمراكز مستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الادمان، يكون بإتباع نهج تأهيل نفسي وسلوكي يستطيع المدمن من خلاله تغيير السلوكيات التي ساعدت في الاستعمال السيئ للمواد المخدرة، وكيفية تحديد خطط وأهداف مستقبلية، يعمل المريض على اجتياز تلك المرحلة العلاجية بتوليف تلك السلوكيات وإعادة تدوير الأفكار لبدء حياة جديدة بدون تعاطي المخدرات.
مجموعات الأمل التأهيلية:
أثناء مرحلة التأهيل النفسي السلوكي إلى جانب العلاج الفردي، يتم دمج المريض داخل مجموعات “جروبات” علاجية، حتى يتثنى له التعرف على تجارب أشخاص تعاطوا المخدرات، ومدى تأثيرها على حياتهم ومستقبلهم، ويتم التفاعل داخل تلك المجموعات للوصول إلى درجة كبيرة من الثقة بالنفس، لمواجهة المجتمع مرة أخرى، وتغيير الصورة الذهنية الخاطئة عن المدمن المتعافي، والرغبة في عدم الانتكاس، والعودة لطريق التعاطي والإدمان، نتيجة التأثر والاستسلام للعوامل الخارجية، التي قد تكون سببًا في تفاقم الإدمان، حال عدم إتباع ما تعلمه المريض داخل تلك المجموعات التأهيلية.
برامج مساعدة للتأهيل النفسي:
- العلاجات الدوائية المسكنة، منها الميثادون، والبوبرينورفين، والتي تستخدم كداعم للتخلص من السموم أثناء مرحلة الأعراض الانسحابية، وتكون تحت الإشراف الطبي الكامل.
- العلاج السكني الداخلي، ويكون شريحة المرضى من فئة واحدة، لديها نفس المشكلات، ويتم علاجهم ببرنامج علاجي واحد، للوصول لنفس النتائج.
- العلاج التحفيزي، من خلال استخدام طرق ووسائل تحفيزية للمريض، تحضه على تغيير مسار حياته للإيجابية، وخلق مناخ تفاؤلي.
ضمانات نجاح إعادة التأهيل:
- الالتزام بالبرنامج العلاجي المحدد.
- الالتزام ببروتوكولات بيوت إعادة التأهيل.
- تصفية الذهن، وتغيير الأفكار، وتطوير السلوكيات.
- متابعة الأسرة، وخلق مناخ بيئي واجتماعي بعد التعافي.
- دمج المدمن المتعافي داخل أنشطة اجتماعية وعملية.
- المتابعة الخارجية مع عيادات مستشفى الامل.
إعادة التأهيل ببرنامج الـ12 خطوة:
أثبت العلاج الروحاني نجاحه بصورة كبيرة في علاج الادمان على المخدرات، وبرنامج الـ12 خطوة المعترف به دوليًا في مجال الطب النفسي وعلاج المخدرات، يُدعم نجاح إعادة التأهيل النفسي السلوكي للمدمن، لأنه يعتمد في المقام الأول على الدعم الذاتي للمدمن من خلال اعتراف الشخص المتعاطي للمواد المخدرة بأنه قد تسبب في أضرار له، ولمن حوله نتيجة تعاطي المخدرات أو الكحول، واتخذ قرارًا بالعلاج والتخلص من السموم التي تفتك بجسده وعقله، ويتم العلاج ببرنامج الـ12 خطوة تحت الإشراف الطبي المتخصص.
ماذا تتوقع من الأمل؟
نعلم أن المدمن هو شخص ذكي، وحساس، ونتعامل مع تلك الجوانب النفسية، بصورة شديدة الاحترافية، وهذا ما نفعله من خلال إعادة التأهيل النفسي السلوكي بمراكزنا، ولكن لابد من محو السلوكيات والأفكار المشوشة التي جعلت من شخص يحمل صفة إنسان، إلى متعاطي يحمل صفة مدمن.