الفصام Schizophrenia مرض عقلي مزمن وخطير، يصاب به نسبة تقارب الـ 1% من إجمالي عدد الأشخاص حول العالم، ويعاني المرضى من اضطراب التفكير
والهلوسة وصعوبة التحدث بالإضافة إلى الانفصال عن الواقع المحيط، وإليك الدليل الكامل حول أعراضه وكيفية تشخيصه ومراحله، وما هي نهاية مرض الفصام.
تشخيص مرض الفصام وأعراضه
أغلب الحالات المصابة بمرض الفصام يتم تشخيصها لأول مرة في المرحلة النشطة من المرض، حيث تصبح الأعراض أكثر حدة، وتكون واضحة للأشخاص المحيطين
وتتعلق بأفكار وأنماط سلوكية مضطربة، يوجه الطبيب مجموعة من التساؤلات لأصدقاء المريض وأفراد أسرته للتعرف على الأعراض ومتى بدأت، كي يكتشف الفترة
التي كان الشخص مصابًا بها ولم تظهر الأعراض، وعلى أساسها يضع التقرير الخاص بأساليب العلاج المتبعة مستقبلًا. بعد انتهاء التشخيص،
يصبح بإمكان الطبيب تحديد موعد لنهاية المرحلة النشطة، اعتمادًا على الأعراض والسلوكيات.
لمعرفة المزيد عن انواع مرض الفصام
إذًا.. ما هي أعراض الفصام؟
السمات الغالبة والمميزة لمرض الفصام هي الهلوسة والتوهم والانفصال عن الواقع، وفيما يلي مجموعة من أهم العلامات التي تؤكد الإصابة به:
الهلوسة
يعاني مريض الفصام من الهلوسة، فهو يسمع أو يتذوق أو يرى أشياء غير موجودة، لكنها تبدو له حقيقية للغاية، وهو أمر مزعج لأفراد العائلة المقيمين مع المريض.
أحيانًا قد يسمع المصاب بالفصام أصواتًا لأشخاص يقومون بتهديده، أو تتطالبه بالقيام بأشياء محددة، وبناء عليها يرتكبون تصرفات عنيفة وغير مفهومة.
الأوهام
هي عبارة عن معتقدات خاطئة تبدو غير منطقية وغريبة للآخرين، حتى في حالة استخدام بعض الأدلة لإقناع الشخص الفصامي بأنها غير واقعية فهو لا يغير رأيه مطلقًا حيالها.
على سبيل المثال قد يعتقد المريض أن المشاهد التي يراها على شاشة التلفزيون تتضمن رسائل سرية توجه لهم من قبل أشخاص مجهولين لإجبارهم على القيام بأفعال محددة.
يواجه المصابون بالوهم صعوبة شديدة في الاستيعاب والتركيز، ويشعرون بالقلق والتوتر والارتباك.
تشوش التفكير
يصعُب على مرضى الفصام الحفاظ على ترتيب الأفكار، ويجدون صعوبة في تذكر العديد من الأشياء، ولا يمكنهم إنهاء المهام المكلفين بها.
كنتيجة حتمية للتفكير المشوش، قد يتوقف المريض فجأة عن الحديث لأنه لا يتذكر ما كان يقوله، وقد ينتقل إلى موضوع آخر، ويختلق كلمات غريبة وغير مفهومة.
مشاكل الذاكرة والتركيز
من الأعراض الشائعة لمرض الفصام، صعوبة تذكر الأشياء، وفقدان التركيز، وعدم الانتباه لأي محفز، وهو ما يجعل إجراء المحادثات أمر شديد الصعوبة.
تمنع هذه الأعراض المريض من تذكر المواعيد، وكذلك تضعف القدرة على التعلم أو إتخاذ القرارات.
فرط الإثارة
الشعور بالحماس والإثارة المفرطة من أبرز علامات الفصام، حيث يستمر الشخص في التحرك دون توقف، ويصعب عليه الجلوس لدقائق، ويكون متحمس للغاية تجاه بعض الأشياء العادية.
فرط الحماس يؤثر بالسلب على القدرة على النوم أو تناول الطعام، ويجعل الحديث مع المحيطين في غاية الصعوبة، كما يسبب الإرهاق الشديد.
جنون وأوهام العظمة
بعض مصابي الفصام ينظرون إلى أنفسهم بشكل مبالغ به، ويعتقدون أنهم يتفوقون على الجميع، وأن لديهم قدرات خارقة، وفي بعض الأحيان يرون أنهم أكثر ذكاء وقوة وشهرة.
في الحالات المتأخرة من الذهان، يعتقد المريض أن لديه العديد من الصفات والقدرات الخاصة، ويتصرفون وفقًا لها، وتصدر عنهم سلوكيات خطيرة تلحق الأذى بهم أو بالآخرين.
الانسحاب الاجتماعي
ينسحب الشخص المصاب من جميع الأنشطة الحياتية، ويفقد اهتمامه بمختلف الأشياء والهوايات والممارسات، ويفتقر إلى الرغبة في إنجاز المهام، كما يبتعد عن الأصدقاء والعائلة بشكل ملحوظ.
مراحل مرض الفصام الأكثر خطورة
يمر مرض الفصام بمراحل عديدة، بعضها لا تظهر فيه الأعراض واضحة، وأخرى تتصف بالخطورة التي تهدد حياة المريض، انواع مرض الفصام والمراحل بالتفصيل هي:
المرحلة المبكرة
يصاب فيها الشخص ببعض العلامات الأولية الشائعة في العديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، ولا تكون أعراض الفصام ملحوظة أو مؤكدة.
في أغلب الحالات، لا يتم اكتشاف الفصام أو تشخيصه خلال هذه المرحلة، وتشمل الأعراض:
- العزلة الاجتماعية.
- القلق المفرط.
- صعوبة الانتباه.
- فقدان التركيز
- صعوبة اتخاذ القرارات
- اضطرابات النوم
- تغييرات في الروتين اليومي المعتاد
- إهمال النظافة الشخصية.
مرحلة الفصام النشط
تكون الأعراض أكثر وضوحًا خلال هذه المرحلة، وتشير الأبحاث إلى أن الشخص عندما يصبح في هذه المرحلة فهذا يعني أنه مصاب بالمرض منذ عامين.
تشمل أعراض الفصام النشط:
- الهلوسة
- أوهام العظمة
- تشوش الفكر
- كلام غير مفهوم
- فرط الحركة
- بطء ردود الفعل.
مرحلة الفصام المتبقي
تتشابه أعراضها مع المرحلة المبكرة، وتتميز بضعف الطاقة، وفقدان الحماس والإثارة، لكن تظل بعض أعراض المرحلة النشطة مسيطرة على المريض.
تشمل أعراض مرحلة الفصام المتبقي:
- ضعف العاطفة.
- العزلة الاجتماعية.
- انخفاض مستوى الطاقة
- سلوكيات غير مألوفة
- فوضى في التفكير والحديث
طرق علاج تساعد على نهاية مرض الفصام
معظم مرضى الفصام يتم تشخيص إصابتهم في المرحلة الثانية، حيث تتفاقم الأعراض وتكون واضحة للجميع، وتشمل طرق العلاج التي تساعد على نهاية مرض الفصام:
العلاج الدوائي
تؤثر الأدوية المضادة للذهان على مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ، وتحسن عمل الناقلات العصبية، وهو ما يقلل حدة الأعراض،
ويساعد على تجنب الانتكاس، لكنه لا يعني نهاية مرض الفصام.
العلاج النفسي
قد يوصي الطبيب المعالج بإحالة المريض إلى معالج نفسي، لمساعدته على ترتيب الأفكار، وتدريبه على السلوكيات الصحيحة،
وتحذيره من علامات الانتكاس المحتمل، إضافة إلى تحسين الحالة النفسية.
الإقامة داخل مصحة نفسية
هذا النوع من العلاج الطارئ مخصص لعلاج المرضى الذين يمثلون خطرًا شديدًا على أنفسهم أو الآخرين،
حيث تدفعه الهلوسة أو الأفكار المضطربة إلى الانتحار، أو إلحاق أذى بالآخرين.
تصرفات مريض الفصام أثناء العلاج
يسيطر الانسحاب والعزلة على سلوكيات المريض، إضافة إلى الخمول والتعب، وفيما يلي أبرز تصرفات مريض الفصام أثناء العلاج:
- الضحك أو الابتسام دون سبب.
- التحدث إلى النفس بصوت عال.
- التوتر والانزعاج دون داعي.
- حركات فجائية غير مفهومة.
- ارتداء ملابس غريبة.
- سلوكيات جنسية غير مقبولة.
- ممارسة العادة السرية في الأماكن العامة.
- رفض التحدث مع الآخرين.
- تكرار ما يقوله المحيطين أو حركاتهم.
اقرأ ايضا عن الاكتئاب الذهاني
نسبة الشفاء من مرض الفصام نهائياً
لا يوجد علاج بإمكانه تحديد نهاية مرض الفصام، وإذا تم تشخيصك أو أحد المقربين لك بهذا المرض، فهذا يعني أنك سوف تحتاج إلى علاج يستمر مدى الحياة.
تساعد العلاجات الدوائية على التحكم في شدة الأعراض، بينما العلاج النفسي يمكن المريض والعائلة على التأقلم معها، لأن مريض الفصام لا يُشفى نهائيًا.
نسبة الشفاء من مرض الفصام نهائياً هي صفر، لأن 15% فقط من المصابين يستعيد بعض القدرات السابقة، بينما النسبة المتبقية تتعايش مع أعراض المرض ومضاعفاته.
هل يمكن لمريض الفصام الزواج؟
مرض فصام الشخصية والزواج ، له تأثير على أفكار وسلوكيات الشخص، والزواج من أحد الأشخاص المصابين به أمر ليس سهل على الإطلاق، خاصة لأن المريض يحتاج
إلى قدر كبير من الرعاية والاهتمام، ولا يستطيع الاستمرار في شغل إحدى الوظائف، ويواجه صعوبة في الحفاظ على العلاقات الشخصية.
تتوتر علاقة مرضى الفصام بأزواجهم بسبب نوبات الهوس والاكتئاب التي يتعرضون لها، وهو ما يهدد الزواج بالفشل، وعدم القدرة على الحفاظ على روابط وثيقة بين الرجل والمرأة.
قبل الزواج من مريض الفصام يجب التعرف على حالته كاملة، وفهم طبيعة المرض، واستشارة الطبيب المعالج حول نوع المرحلة التي أصبح المريض بها
وسُبل التعامل معه، ثم إتخاذ قرار الزواج أو الإغفال عنه.
هل تكون نهاية مرض الفصام الموت؟
الموت ليس نهاية حتمية لمرض الفصام، لكن الأشخاص الذين يعانون منه هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة تزيد من احتمالات الوفاة.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2015 ، ثبت أن أمراض القلب كانت السبب الأساسي للوفاة بين مرضى الفصام بنسبة تصل إلى 25% من إجمالي عدد الحالات.
وأكد القائمون على الدراسة أن مرض الانسداد الرئوي المزمن والسكري، كانوا من أكثر أسباب الوفاة شيوعًا لدى مصابي الفصام.