هل شاهدت شخصا ذات يوم سريع التقلبات المزاجية؟ في لحظة يكون شديد الحماس والسعادة ثم في اللحظة التالية يدخل في حالة اكتئاب شديد. قد نقابل الكثير من الأشخاص أصحاب المزاجات المتقلبة في حياتنا اليومية وقد يكون هذا طبيعي للغاية ويعني فقط أنهم يمرون بيوم سيء ولكن هناك أمراض تتميز بتقلب المزاج الحاد. علاج اضطراب ثنائي القطب من أكثر الأسئلة التي يتساءل عنها الكثير من الناس لتأثير ذلك المرض على الحياة بصورة كبيرة ومزعجة.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
اضطراب ثنائي القطب كان يسمى قديما بالهوس الاكتئابي يتسم بنوبات من تغير المزاج الحاد من السعادة والطاقة التي تصل إلى حد الهوس ويعقبها فتور وخمول يصل إلى حد الاكتئاب.
إقرأ أيضًا: ما هي أعراض الاضطرا والقلق؟
أنواع اضطراب ثنائي القطب
اليكم أهم 5 انواع من اضطراب ثنائي القطب.
1- اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول:
يتميز بنوبات من الهوس الشديد الذي يستمر أكثر من أسبوع إلى الدرجة التي قد يحتاج الفرد الدخول إلى المستشفى بسببه ويعاني أيضاً من حالات من الاكتئاب التي قد تصل إلى الأسبوعين.
2- اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني:
تكون نوبات الهوس في هذا النوع بصورة أقل من النوع الأول ولكن حالات الاكتئاب تكون شديدة.
3- اضطراب المزاج الدوري:
يعاني الشخص من نوبات خفيفة من الهوس يعقبها نوبات اكتئاب بسيطة ولكنها تستمر أكثر من سنتين في البالغين وأكثر من سنة في الأطفال والمراهقين. والكثير من الأطباء يعتبر هذا النوع مقدمة لمرض قد يتطور في المستقبل لاضطراب ثنائي القطب.
4- نوبات مختلطة:
عند بعض الأشخاص قد يعاني من اختلاط المشاعر أي يشعر بأعراض نوبات الهوس وأعراض نوبات الاكتئاب في نفس اللحظة. فقد يشعر هذا الشخص بطاقة عالية لفعل العديد من الأشياء وصعوبة في النوم وتدافع الكثير من الأفكار ويشعر أيضا بفقدان الأمل والتفكير في الانتحار.
5- بعض الأنواع الأخرى:
قد يظهر مرض اضطراب ثنائي القطب بصور أخرى عند بعض الأشخاص وقد يحدث التقلب السريع في بعض الأحيان، يتم تشخيص المريض الذي لديه التقلب السريع عند حدوث أربع نوبات من اضطراب ثنائي القطب أو أكثر خلال عام. يجب أن تستمر النوبة لعدة أيام وبحدة معينة لتصنيف المريض بأن لديه تقلب سريع ولتشخيص المرض.
باختلاف الأنواع، علاج اضطراب ثنائي القطب من الأمور الهامة لكي تخفف حدة النوبات ويصبح الشخص قادرا على التعامل مع المرض.
اعراض اضطراب ثنائي القطب
تختلف أعراض اضطراب ثنائي القطب تبعا للحالة التي يمر بها المريض من الهوس أو الاكتئاب وقد لا يدرك المريض خطورة تلك الأعراض أو تأثيرها عليه ولكن بالتأكيد يلاحظها من حوله.
أعراض نوبات الهوس:
- فقدان الشهية.
- يتشتت بسهولة.
- تسارع في الأفكار.
- التكلم بسرعة كبيرة.
- عدم الرغبة في النوم.
- الشعور بالغرابة أو القلق.
- يتصرف بتصرفات عكس طبيعته.
- الشعور بالذات والأهمية بشكل مبالغ.
- الشعور بامتلاك طاقة عالية لفعل العديد من الأشياء.
- يخاطر بالعديد من الأشياء ويقوم بفعل خطوات جريئة غير معتادة.
أعراض نوبات الاكتئاب:
- الأرق.
- التكلم ببطء.
- الشعور بالذنب.
- التفكير في الانتحار.
- الشعور بالحزن واليأس.
- الشعور بالإرهاق والخمول.
- النظرة التشاؤمية تجاه الأشياء.
- صعوبة في التركيز وتذكر الأشياء.
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي يحبها.
- الشعور باحتقار الذات وعدم الاهمية.
أحيانا تكون الأعراض شديدة إلى الحد الذي يدفع المريض لطلب علاج اضطراب ثنائي القطب للتخلص من تلك الأعراض.
إقرأ أيضًا: ما هي أعراض الوسواس القهري؟
هل مريض ثنائي القطب مجنون؟
لعدم انتشار الوعي الكافي حول الأمراض النفسية كثيراً ما يظن الناس أن أي مريض نفسي مجنون وخطر وفي الواقع كثير من المرضى النفسيين لا يشكلون خطرا على من حولهم. مريض اضطراب ثنائي القطب ليست خطرا على من حوله إلا في بعض الحالات التالية:
- إدمانه للكحول أو المخدرات:
إذا كان الشخص يعاني من مرض اضطراب ثنائي القطب بجانب الإدمان قد يتصرف بعدوانية عند حدوث الإدمان وتصبح النوبات أكثر حدة.
- التعرض لحادث قوي:
عند التعرض لموقف قوي يثير مشاعره كمرض شديد أو فقدان شخص قريب قد تأتي النوبات بطريقة عنيفة وعدوانية. عادة ما يكون الشخص الذي يعاني من اضطراب ثنائي القطب أكثر خطراً على نفسه منه على من حوله قد يقدم على فعل العديد من الأشياء الخطيرة مثل:
- الإقدام على الانتحار.
- الاتجاه نحو الإدمان أو شرب الكحول.
- قطع العلاقات وإنفاق الأموال والاشتراك في الرياضات الخطيرة وقت النوبة.
تعرف على: ما هي أعراض مرض الفصام وكيفية تشخيصه؟
اضطراب ثنائي القطب والزواج
من أكثر الأسئلة الشائعة هي إمكانية الزواج دون علاج اضطراب ثنائي القطب أو إمكانية التعايش مع مريض اضطراب ثنائي القطب؟
للإجابة على هذا السؤال يجب التفريق بين المريض الذي يعترف بمرضه ويقبل العلاج والمريض الغير متقبل للعلاج. في الحالة الأولى يستمر الزواج بصورة طبيعية مع تفهم الشريك الآخر لطبيعة المرض وكيفية التعامل مع النوبات وأهمية الاستمرار على علاج اضطراب ثنائي القطب.
في الحالة الثانية يجب الحذر من بعض الأشياء إذا قرروا الاستمرار في الزواج:
- الاستعداد للتعامل مع نوبات العنف أو الغضب.
- الحذر من إنفاق الأموال وأخذ القرارات المتهورة وقت النوبة.
- محاولة منع الشخص المصاب من الإضرار بنفسه أوقات النوبات.
علاج اضطراب ثنائي القطب
رغم أنه لا يوجد علاج اضطراب ثنائي القطب يقضي على المرض نهائيا حتى الآن إلا أن العلاج يحسن من الحالة كثيرا ويقلل وقت النوبات ويتعلم المريض كيفية التعامل مع المرض. فبدون علاج قد تستمر نوبات الهوس مع الشخص لمدة من 3 إلى 6 أشهر وقد تستمر نوبات الاكتئاب لأكثر من ذلك من 6 أشهر إلى سنة. وعند الخضوع للعلاج يتم تقليل وقت النوبات كثيرا وتقلل الأعراض التي يشعر بها المريض أثناء النوبة.
خطوات وطرق العلاج تضم:
- العلاج النفسي:
تتميز مستشفى الأمل بالعلاج النفسي بجانب العلاج بالأدوية الذي يساعد المريض على فهم مرضه وكيفية التعامل معه. العلاج السلوكي المعرفي يهدف إلى تغيير أفكار المريض وسلوكه للتخفيف من حدة المرض كما يتم توعية المحيطين بالمريض عن طبيعة المرض وكيفية التعامل معه.
- العلاج بالأدوية:
وظيفة الأدوية الأساسية هي السيطرة على التغيرات المزاجية عن طريق مجموعة من أدوية مثبتات المزاج مثل أدوية معالجة الهلوسة والذهان والأدوية المضادة للتشنجات.
قد يتم الدمج بين أكثر من دواء في حالات تقلب المزاج السريعة، كما يتم وصف مضادات الاكتئاب في بعض الحالات تحت إشراف طبي متخصص.
- فهم طبيعة المرض:
يتم تنبيه المريض إلى كيفية الانتباه للأشياء التي تحفز النوبة وملاحظة أعراض نوبات الهوس والاكتئاب.
- الروتين اليومي:
يتم وصف روتين يومي صحي للشخص لتقليل الأعراض والنوبات مثل ممارسة الرياضة ونظام الأكل الصحي ووضع الأهداف والخطط والحصول على النوم الكافي كجزء من علاج اضطراب ثنائي القطب.
علامات الشفاء من اضطراب ثنائي القطب
أهم علامات الشفاء بعد علاج اضطراب ثنائي القطب يتضمن قلة عدد النوبات التي تأتي للشخص المصاب مع تقليل مدة استمرارها واختفاء معظم الأعراض أو تصبح أقل حدة.
هل أحد تشافى من ثنائي القطبين؟
إلى الآن لا يوجد علاج نهائي للقضاء على مرض ثنائي القطب تماما وتختلف شدة المرض وطبيعته من شخص لآخر فلا يوجد علاج محدد لجميع مرضى اضطراب ثنائي القطب. ولكن مع علاج اضطراب ثنائي القطب يتحسن الوضع كثيرا ويصبح الشخص قادر على ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية والتحكم في نوبات المرض إلى حد كبير.
ولطلب العلاج تعرف على فروع مستشفى الأمل الأقرب لك وقم بحجز موعد لتشخيص مرضك بعناية من مجموعة من أمهر الأطباء المتخصصين ووصف العلاج المناسب لك.
قصص مرضى ثنائي القطب
يحكي هذا الشخص البالغ من العمر 42 عاما وهو زوج وأب لطفلين بدأ الموضوع عند ملاحظتي لتغيير المزاج الشديد لدى ففي لحظة أرغب بتحقيق أهدافي والنجاح في الحياة وأشعر أنني أستطيع فعل المستحيل.
وفجأة أبدأ بالشعور بالإحباط والحزن وأن حياتي لا تساوي شيئاً، بدأت علاج اضطراب ثنائي القطب من فترة وتحسنت الأعراض لدي كثيرا واتفقت مع زوجتي على الملاحظة عند بدايات نوبات الهوس أو الاكتئاب لدي لتحديد مقابلة مع الطبيب النفسي الخاص بي في اسرع وقت”
العديد من الأشخاص تستمر حياتهم بصورة أقرب إلى الطبيعية بعد علاج اضطراب ثنائي القطب مع تعليمات الطبيب والأدوية.
افضل دكتور لعلاج ثنائي القطب
من المهم أن تبحث عن طبيب جيد ومتخصص في علاج اضطراب ثنائي القطب لأن في بعض الحالات يتم تشخيص المرض بطريقة خاطئة خاصة في نوبات الاكتئاب. لأن المريض يأتي عادة لطلب العلاج في فترات نوبات الاكتئاب يتم أحياناً التشخيص على أنه اكتئاب حاد ويتم وصف أدوية الاكتئاب التي قد تؤدي إلى زيادة أعراض نوبات الهوس القادمة.
في مستشفى الأمل يتم تشخيص المريض بعناية بعد الاستماع إلى تاريخه المرضي والأعراض التي مر بها المريض من قبل.
الخلاصة:
- مرض اضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي يؤثر في حياة الفرد بشكل ملحوظ وله عدة أنواع كلها تتصف بتغيرات المزاج الحادة بين الهوس والاكتئاب الشديد.
- هناك عدة أعراض قد يلاحظها المريض أو من حوله في نوبات الهوس أو الاكتئاب بعضها قد يكون خطيرا أو عنيفا.
- لا يوجد شفاء تام إلى الآن من مرض اضطراب ثنائي القطب ولكن الكثير من الحالات تتحسن كثيرا بعد علاج اضطراب ثنائي القطب.