أقوال مرضي الفصام هي هلاوس وسلوكيات وأصوات تتردد إلى مريض الفصام بشكل يومي، لا يمكنه التخلص منها او حتى الابتعاد عنها، قد تختلف من حيث النوع وشدتها وتأثيرها من مريض لآخر، ولكنها هي الهلاوس والضلالات التي تطارده يوميأً، ربما تستمع إلى أقوال مرضى الفصام وتشعر بشئ من الذهول، ولكنه واقع يعيش معه المريض، لذلك نود في المقال الآتي أن نتعرف معا على أقوال مرضى الفصام و ما هي معاناتهم اليومية مع هذا الاضطراب.
تعرف على الفرق بين الفصام وثنائي القطب من حيث الاعراض وطرق العلاج
ما هي أقوال مرضي الفصام ؟
هي المعاناة اليومية والأصوات الداخلية والأشخاص المؤثرين في حياة مريض الفصام، الذي يصفه الآخرين بالجنون، ربما يعاني بعض الشئ من اختلال توازن كيمياء المخ، ولكنه بحاجة إلى مساعدة والتخلص من كل هذه الأفكار والهلاوس التي يتعرض لها يوميا، ربما اعرض لكم جزء من بعض أقوال مرضى الفصام، وما هي الأصوات التي كانت تلازمهم، والهلاوس التي يتعرضون إليها.
-
العيش مع أصوات الفصام
تروي إحدى مرضى الفصام، وهي منهمرة بالبكاء، إن هذه الأصوات كانت تلازمها، حتى وإنها كانت تعيش معي بشكل يومي، حيث بدأت استمع صوت الفئران تخدش خلف أذني، ومع مرور الوقت، كنت أقوم بتدمير عددا كبيرا من أعشاش الفئران.
وذات ليلة ممطرة استمعت إلى صوت قادم من خارج الشقة، بدا وكأن هناك إمرأة تصرخ قد تعرضت للقتل، وتطلب المساعدة، ولكن عندما هرولت لأبحث عنها، لم أجدها على الإطلاق، غادرت المكان على الفور، ولم تتوقف أصوات الفصام على هذه الأعراض، ولكنني كنت أستمع إلى أشخاص يتحدثون عني، واستمع إلى ترديد إسمي كاملاً بشكل يومي.
-
لم أتخلص من هلاوس الفصام
عندما كنت أجلس بمفردي بعد يوما مليء بالمتاعب والإرهاق، وددت لو أستمع إلى فيلمي المفضل، أو اتحدث مع أحد المقربين من أصدقائي، ولكنني كنت أستمع إلى أصوات غير منطقية تنتاب أذناي، حيث كانت تأمرني بافتعال أشياء غريبة لا تمت للواقع بصلة، وفي أحد المرات استمعت إلى شخص يحدثني أن تناول كوب من الماء وسكبه فوق رأسي.
أشعر بالتشتت المتواصل والمتكرر والمزعج، إن هلاوس الفصام تجعلني شخص أخر، حتى اصوات ايذاء النفس لم اتخلص منها، هل تعلم مدى إقبالي على الانتحار، والتخلص من حياتي، الأصوات سخيفة للغاية.
-
التهديد من المنظمات السرية
أما أنا منذ إصابتي بالفصام وأصوات التهديد تلازمني، المنظمات السرية والمخابرات دائمة البحث عني، حيث يخبرني رئيسهم إنه يود قتلي ويتخلص مني، كما أرى الأسلحة التي يحملها و الخطط السرية التي يفعلها في البحث عني.
ذات يوم جاءت إلى المنزل، وهرولت مسرعة مختبئة داخل المنزل، وجلست داخل غرفة النوم لم أخرج، حتى تأكدت أن المنظمات السرية انصرفت، غالبًا ما تكون الهلوسة السمعية التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالفصام متكررة ومشتتة ومزعجة. وقد تتضمن أصواتًا لا معنى لها أو تهديدات أو أوامر بالانخراط في إيذاء النفس.
أسعار المصحات النفسية في مصر كيف يتم تحديدها وما هي افضل مصحة نفسية
كيف تتعامل مع أقوال مرضي الفصام ؟
التعامل مع اقوال مرضى الفصام، هي المحرك الأول والاساسي في العيش مع مريض الفصام، كما أن هناك الكثير من المقربين من مرضى الفصام لا يمكنهم معرفة الطرق الصحيحة في التعامل معهم، لذلك نتعرف معا حول أبرز النقاط التي تفيدك:-
-
لا تقل: “لماذا تتصرف بجنون؟
قد تبدو تصرفات وافعال مريض الفصام جنونية وغير طبيعية، قد تراه يتحدث مع أشخاص ليسوا متواجدين في الواقع، فقد يتبادر إلى ذهنك إنه شخص مجنون، خاصة أن العديد من الموروثات في المجتمع ساهمت في وصف مريض الفصام إنه مجنون عدواني عنيف، لذلك حاول ان تتجنب استخدام اللغات الجارحة والمهينة عند التحدث مع مريض بالفصام، وذلك لتجنب إيذاء مشاعره أو جعله يشعر بالإحراج والخجل من حالته الصحية.
-
استمع إليه أكثر مما تتكلم
عند التعامل مع أقوال مرضى الفصام ، لا يمكنك افتراض ما هو بحاجة إليه، أي لا تتخذ قرارات أو تغييرات دون مناقشته، فحسب حاول أن تستمع إلى وجهة نظره وتأخذ حديثه على محمل الجد، ولا تعتد إنه بمجرد إصابته بالصام لا يعني إنه لا يستطيع عيش حياته، واتخاذ قراره المناسب بشأن حياته.
-
استخدم صوتًا لطيفًا
استخدام نبرة العدوانية تجعل مريض الفصام إنك تحاصره وتود السيطرة على حياته، ولأن مريض الفصام يصعب التعامل معه، حاول أن تخفض صوتك خلال مناقشاتك معه، لإنك من المحتمل أن تواجه بعض ردود الأفعال السلبية، مثل التحدث بصوت عال او الصراخ الشديد، ربما قد تصادف هذه السلوكيات على الفور، يمكنك أن تقدم له الدعم، أخبره أن يتحدث عن مخاوفه بطريقة لطيفة، وإنك تحبه ولا تريد أن تفرض سيطرتك عليه.
-
لا تحاول تشخيصه
إذا لم تكن طبييه ، لا تحاول تشخيص مريض الفصام، خاصة إنه في بعض الأحيان يبدو حساس، ويرفض مشاعره، لذلك لا تقل له أنت غير جيد، أنت بحاجة إلى العلاج، أنت تعاني من الفصام، ولكن يمكنك أن تصطحبه إلى الاخصائي النفسي في نزهة وليس عيادة طبية، أو توجيه كلمات الثقة والحب والدعم، وتخبره إنك بجانبه ولا تريد أن تتركه.
-
لا تناقش مخاوفه
إذا كانت أقوال مريض الفصام حول الفئران والخوف منها، حاول أن تبتعد في الحديث معه حول الفئران أو القراءة عنها أو حتى مشاهدة التلفاز، حيث لا يؤدي هذا إلى إثارة الاضطراب بشكل مفاجئ، وجعله أكثر ذعراً.
هل مريض الفصام مجنون ؟ اليكم أهم المعلومات عن مرض الفصام
ما هي الأصوات التي يسمعها مريض الفصام ؟
الاشخاص المصابين بالفصام يستمعون إليه مجموعة متنوعة من الضوضاء، والتي تصبح أعلى وأكثر شراسة، ومن بعض الأصوات التي يمكن سماعها، كالآتي حسب أقوال مرضي الفصام:-
- اصوات صراخ متكررة بوجود حشرات.
- أصوات بعض الأشخاص الذين يصرخون أو يهمسون، أي أوامر أو تعليقات.
- الآخرين يتحدثون عنك وإنك غير موجود.
كما تشير إلى بعض الهلاوس السمعية الآتية حسب أقوال مرضي الفصام:-
-
اصوات غير منطقية
هي أصوات تأمر بالقيام ببعض الأشياء التي لا معنى لها على الإطلاق.
-
اصوات إيذاء النفس
يجب التعامل مع اصوات إيذاء النفس بحذر شديد، خاصة أن هذا النوع من الهلاوس لدى مرضى الفصام يشكل خطورة كبيرة، ومن المحتمل تنفيذها.
-
أصوات التهديد
يستمع بعض الأشخاص إلى أصواتا متكررة ومتواصلة صادرة عن المنظمات السرية، وهي التهديد بالقتل والأذى، وهذا النوع يجعل المريض أكثر عرضة للانتحار.
طرق علاج مرض الفصام
علاج الهلاوس السمعية والبصرية لدى مرضى الفصام، عادة ما يتطلب مزيج من الأدوية والعلاج النفسي والسلوكي، وبعض العلاجات الاخرى للاشخاص الذين تصبح أعراضهم مقاومة للعلاج، وتتضمن الطرق الآتية:-
-
العقاقير الطبية
وهي مضادات الذهان التي يصفها الطبيب لعلاج الفصام، حيث تعمل على تحسين الحالة المزاجية، وتقليل الهلاوس والضلالات لدى المرضى.
-
العلاج السلوكي المعرفي
وهو العلاج بالكلام، ويعد من أفضل الطرق الحديثة والمتطورة في علاج الفصام، حيث يعمل على تقليل الاضطراب العاطفي الناتج عن سماع الأصوات والأشخاص الوهميين لدى المريض، كما يساعد المريض على كيفية التعامل مع أصوات الفصام، وإدراك ما هو حقيقي وما هو وهمي.
-
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
وهو جهاز يتم إجراء غير جراحي، أي وضع جهاز عبر الجمجمة وإرسال نبضات تقلل من الهلاوس لدى المصابين بالفصام.
-
العلاج بالصدمات الكهربائية
يتم اللجوء إلى هذا النوع في الحالات الصعبة التي لا تستجيب للعلاج، حيث يعمل على تقليل شدة الهلاوس السمعية، وهو تطبيق نبض كهربائي على فروة الرأس، حتى يتم إحداث نوبة صرع.
أسئلة تشخيص الحالة النفسية تعرف عليها و أهم 10 أسئلة يطرحها الطبيب
هل تتحكم الهلاوس والضلالات في أقوال مرضي الفصام ؟
نعم، تتحكم الهلاوس والضلالات في أقوال مرضى الفصام، خاصة إنهم لم يدركون ما يقولون أو يفعلون، علامات مريض الفصام هي الضلالات التي يراها والهلاوس التي يفتعلها في سلوكياته، على الرغم من أن هناك بعض الأشخاص يعتقد إنه يقوم بخداعهم والكذب عليهم، ولكنها نابعة من إصابته بهذا الاضطراب العقلي طويل الأمد، الذي يؤثر على قدرة الشخص في التفكير والشعور والتصور بوضوح.
هل يصبح مريض الفصام شخص عدواني ؟
نعم، من المحتمل أن يصبح مريض الفصام شخص عنيف، ولكن بنسبة ضئيلة، خاصة أن معظم المصابين بالفصام ليسوا عنيفين، ولا يمكنهم ظهور أي سلوك خطير، إلا على أنفسهم، حيث يمكنهم إيذاء أنفسهم أو التفكير في الانتحار، وعادة ما يكون السلوك الانتحاري لدى مرضى الفصام مصحوب بجنون العظمة، من المحتمل أن يحدث في المراحل الحادة والمزمنة.
هل مريض الفصام يدرك ما يقول ؟
مريض الفصام يفتقر إلى الوعي بأن الصعوبات التي يعاني منها تنبع من اضطراب نفسي، وتتطلب الرعاية الصحية، لذلك هو لا يدرك ما يقوله، خاصة أن تفسي مريض الفصام للواقع غير طبيعي أو عقلاني.
هل يمكن التعايش مع مرض الفصام ؟
نعم، يمكن التعايش مع مرض الفصام، ولكن من خلال اتباع الخطة الدوائية والتعامل مع الأعراض والسيطرة عليها، ولكن هناك بعض الحالات التي لا يمكن التعايش معها، والتي تشكل خطرا على حياتها وعلى الآخرين، وهي مرضى الفصام الذين لا يخضعون للعلاج.
في النهاية:
بعد ما تعرفنا على أقوال مرضى الفصام، يجب أن تعلم أن الفصام مرض معقد، أسبابه ليست معروفة حتى الآن، يواجه المريض صعوبة في مسار العلاقة بين أفكاره وعواطفه وسلوكياته كما ينتشر الفصام بين الرجال أكثر حوالي العالم، حيث يعاني 12 مليون رجلا من الفصام مقارنة بـ 9 ملايين من النساء، وهذا ما يستوجب إنه مرض خطير يجب علاجه.