ظهرت في السنوات الأخيرة مشكلة الإدمان وأصبحت العدو المترصد بالشباب والاقتصاد والمستقبل، وبات الجميع متحيرًا كيف يتطور إدمان المخدرات؟ وما الذي يجعله يسيطر على العقل؟ وما هي أسباب الإدمان؟ والعديد من التساؤلات التي باتت تؤرق أذهان مجتمعات كاملة وتهدد مستقبل أجيال وبالتالي مستقبل دول، لذا سنقترب أكثر من فهم عالم الإدمان من خلال هذا المقال.
ما هي مشكلة الإدمان؟
عندما تحدثنا عن مشكلة الإدمان لم نغفل عن كونها تهديدًا حقيقيًا لاقتصاديات ومستقبل دول، ويرجع هذا لتفاقم أعداد المدمنين حول العالم، كما نوضح أدناه:
- أكثر من 11.8 مليون حالة وفاة كل عام نتيجة تعاطي المخدرات.
- 11.4 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا ناجمة عن التدخين والكحول وتعاطي المخدرات، نصفهم أقل من 50 عامًا.
- أكثر من 350.000 حالة وفاة سنويًا والسبب جرعة زائدة من المخدرات.
تعرف على : ما هو تعريف الادمان وحقائق هامة حول امكانية الشفاء |
كيف يحدث الادمان
في ثلاثينيات القرن الماضي عندما حاولوا تفسير السلوك الإدماني وكيف يسيطر المخدر على المدمن بهذا الشكل فكان ما توصلوا إليه هو العيوب الأخلاقية للمدمن وسوء الإرادة، وأن التعافي يحتاج فقط إلى معاقبة المدمن وتشجعيه على بناء الإرادة.
وبعد مرور فترة قليلة أقر الإجماع العلمي أن الإدمان مرض مزمن يؤدي إلى تغير بنية ووظائف الدماغ، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
أي يقوم بالسيطرة تمامًا على الدماغ وذلك من خلال عدة نقاط هامة تبدأ بالمتعة وتنتهي بالإجبار..
- الشعور بالمتعة
عندما يقوم الإنسان بأي فعل يحقق له المتعة مثل مكافأة مالية أو تأثير نفسي أو وجبة مفضلة فإن الدماغ تقوم بتسجيل كل هذه الملذات وتطلق الناقل العصبي “الدوبامين” في النواة المتكئة، مما يسبب استمرار الشعور بالسعادة والنشوة.
النواة المتكئة توجد تحت القشرة الدماغية، ويعتبرها علماء الأعصاب أنها مركز المتعة في الدماغ.
والمواد المخدرة بكافة أنواعها تعمل على إطلاق كميات كبيرة من “الدوبامين” في النواة المتكئة، فتقوم الدماغ بتسجيل هذا الشعور الزائد من النشوة تؤدي إلى اشتراط وجود هذه المادة لكي تكافئ المدمن بالشعور بالمتعة.
- عملية التعلم
ولكن لم يتوقف الأمر عند المتعة فقط، المخدر لا يؤثر على مركز المكافأة في المخ فقط، وإنما يؤثر على الذاكرة والتعلم أو الاستيعاب.
وذلك من خلال تفاعل مادة الدوبامين مع الناقل العصبي الجلوتامات وهو الناقل المسؤول عن الربط بين التعلم و المكافأة.
- التكيف
بعد مرور فترة من تعاطي المخدرات فإن مركز المكافأة في الدماغ لا يحتمل الكميات الكبيرة من الدوبامين فيقوم بإنتاج كمية أقل أو التخلص من مستقبلات الدوبامين، مثلما تقوم بخفض مكبر الصوت لأنك لا تتحمل الضوضاء المرتفعة جدًا، هذه التغييرات التي حدثت في الدماغ تؤدي لعدم تأثير المخدر على المدمن فيقوم بزيادة حجم الجرعة لأن الدماغ تكيفت.
- الإكراه
في تلك المرحلة ينتفي تمامًا الشعور بالمتعة وتبدأ رحلة الإكراه أو الرغبة، يصبح الأمر كأن آلية النشاط الطبيعية في الجسم لم تعد تعمل، وعملية التعلم تكون ذات دورًا فعالًا حيث تسجل اللوزة الدماغية كافة المعلومات حول المادة المخدرة وتحدد مكانها مما يجعل الاستجابة للانتكاسة سهلًا كلما قامت الدماغ بإرسال هذه الإشارات.
تعرف على : أهم 7 من خطوات التعافي من الإدمان تعرف عليهم |
أسباب الإدمان على المخدرات
كما ذكرنا فيما سبق الأسباب العلمية التي تؤدي في النهاية إلى دخول متعاطي المخدرات مرحلة اللاعودة، هناك عوامل بيئية ووراثية ونفسية تؤدي إلى الإدمان، نوضحها في النقاط التالية:
- عوامل وراثية
الوراثة أو الجينات وهي عن طريق نقل الآباء لأطفالهم 46 كروموسوم، تشمل آلاف الجينات من الوالدين، هذه الجينات تحدد الصفات الجسدية والسلوكية وكذلك الطبية، وتؤكد الدراسات أن الأطفال الذين لديهم أحد الأباء مدمنًا هم الأكثر عرضة للتعرض للإدمان.
- عوامل بيئية
تلعب البيئة التي يتربى فيها الإنسان دورًا كبيرًا في تطور الإدمان، وذلك من خلال:
- وجود أصدقاء مدمنين في محيط معارفه أو زملائه.
- إهمال الرقابة وعدم الاكتراث من قبل الأبوين.
- استخدام أحد الأبوين للمنشطات أو الكحول.
- الحياة في مجتمع يعاني من الفقر والبيئة غير الآدمية.
- عوامل نفسية
أثبتت الدراسات وجود رابط قوي بين الأمراض النفسية والإدمان، حيث يعد الأشخاص المصابون بـ الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب، واضطراب القلق أكثر عرضة لتعاطي المخدرات، وذلك عن طريق اعتقاد المريض النفسي أن استخدام هذه العقاقير المخدرة أو الكحول سيجله يتعامل مع المشكلة النفسية بشكل أفضل، كذلك هناك بعض الأحداث في مرحلة الطفولة التي تؤثر على الصحة النفسية مثل:
- الصدمة
- التحرش الجنسي.
- الاعتداء الجسدي أو العنف.
- التعرض لـ الألفاظ الجارحة.
- الإهمال العاطفي.
- وجود تاريخ عائلي للمرض العقلي.
- انفصال الأبوين.
- إدمان أحد أفراد الأسرة.
- سجن أحد أفراد العائلة.
مراحل إدمان المخدرات
هناك 4 مراحل إدمان المخدرات، نوضحها كما يلي:
- التجربة
تبدأ عادة رحلة الألف ميل بخطوة، وكذلك يبدأ الإدمان بالتجربة، ويظن غالبية الأشخاص أنهم لن يصلوا لمرحلة الإدمان، وعادة ماتحدث عن طريق أحد الأصدقاء أو في أمسية أو حفل زواج.
- التعاطي المنتظم
وهي المرحلة الثانية وتعد الظن الخاطئ من المتعاطي بأنه سيتمكن من تعاطي المخدر ولكن لن يصل إلى الاعتماد الجسدي والعقلي، ولكنها المرحلة الأخطر حيث يبدأ المخدر في خلق تغييرات في كيمياء الدماغ واصابة المتعاطي بالاكتئاب وتقلبات الحالة المزاجية وبمرور الوقت يبدأ في الانسحاب من عائلته وأصدقائه إلى العزلة ولكنهم لا يعترفون أن أقدامهم بدأت تنزلق بالفعل إلى المرحلة الثالثة.
- الأولوية للمخدر
تلك المرحلة لا يعود منها متعاطي المخدرات إلا وقد خسر كل شئ من أجل الحصول على الجرعة المرغوبة، لا يشعر بالخوف مما يفعل أو بخطر الإدمان ولا يقلق بشأن سلوكياته السيئة، أو من نتائج أفعاله، ويصل للرغبة الشديدة والهياج والعنف والتعب في حالة تأخرت الجرعة فترة.
- الإدمان
أي مرحلة الاعتماد الجسدي والعقلي على وجود المخدر، ومع الوصول لهذه المرحلة فقد وصلت بالفعل حياتك الاجتماعية إلى صفر وفقدت الوظيفة وهناك العديد من الآثار العقلية والبدنية التي حولتك بالكامل إلى شخص آخر، لم تكن تتخيل أن تكونه عندما قررت التجربة.
اقرا ايضا : اخطر انواع المخدرات ألاشهر في العالم |
المواد المسببة للإدمان والتغيرات في الدماغ
هناك 10 مواد مخدرة هم الأكثر شيوعًا في الوسط الإدماني في العالم، وهي المواد المسببة للإدمان والتغيرات في الدماغ، وهم:
- الهيروين.
- الكوكايين.
- التبغ.
- الميثادون.
- الباربيتورات.
- الكحول.
- البنزوديازيبينات.
- الأمفيتامينات.
- البوبرينورفين.
- نبات القنب.
طرق علاج إدمان المخدرات
تستخم دار الامل للطب النفسي وعلاج الإدمان 4 مراحل وضعها نخبة من أطباء علاج الإدمان، نوضحها كالتالي:
- التقييم والتشخيص
يتم توقيع الكشف الطبي وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة لمعرفة وجود أمراض جسدية أو عقلية، ثم يقوم دكتور علاج الإدمان بتحديد الخطة العلاجية المناسبة.
- سحب السموم من الجسم
يقوم الطبيب بوصف بعض العقاقير الخاصة بالمادة المخدرة لكي تقوم بسحبها من الجسم بطريقة آمنة، كذلك بعض الأدوية لعلاج الاعراض الانسحابية بدون ألم.
- التأهيل النفسي والسلوكي
يتم من خلال الطبيب النفسي الذي يستخدم برنامج التأهيل السلوكي المعرفي بهدف تعلم المدمن حول خطورة الإدمان وإفراغ المشاعر السلبية من داخله، وتحويل السلوك السلبي إلى إيجابي، وقد حققت هذه الطريقة نسبة شفاء عالية.
- المتابعة الخارجية
تظل دار الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان في الإمارات على تواصل مع المتعافي والأسرة للتأكد من الالتزام بالعلاج، وتقديم الدعم النفسي لمنع الانتكاسة.
أقرا المزيد:
- اهم معايير افضل مصحة لعلاج الادمان في العالم
- أفضل مستشفيات علاج الادمان
- كيفية علاج الإدمان في 5 خطوات فعالة