كثيرا ما يختلط الأمر على الناس ولا يستطيعون معرفة الفرق بين المرض النفسي والعقلي، الأمر الذي يؤثر على سرعة تلقي الرعاية الصحية اللازمة وتفاقم الحالة الصحية للمريض، فيما يلي نحاول نوضح أبرز الاختلافات والخطوط الفاصلة بين المرض العقلي والنفسي
ما هو المرض العقلي
العقل هو مركز التحكم في جسمك، يتحكم إلى جانب باقي أعضاء الجهاز العصبي في كافة الحواس والعضلات، وحينما يتلف العقل يتأثر الجسد بما في ذلك الذاكرة والإحساس والسلوكيات، وتشمل اضطرابات الدماغ و الامراض العقلية أي حالات أو إعاقات تؤثر على العقل والشخصية، وقد تحدث نتيجة للإصابة بالمرض أو لأسباب وراثية .
ويمكننا القول أن المرض العقلي هو مجموعة الاضطرابات التي تؤثر على أفكار المريض و مشاعره وتصرفاته مع الآخرين، وعادة ما ينفصل عن الواقع الذي يعيش ويظل غير واعي للحال الذي وصل إليها.
أسباب الإصابة بالمرض العقلي
تختلف الأمراض العقلية من حيث الشدة والأعراض، ويتحدد ذلك بناءا على أسباب الإصابة بها، ومن بين هذه الأسباب :
- أسباب وراثية
- المرض
- الإصابات
أقرأ ايضا : دليلك حول الأمراض العقلية والنفسية |
ما هو المرض النفسي
يمكن وصف الأمراض النفسية بأنها حالات صحية تتسبب في تغيرات في المشاعر والتفكير والسلوك (أو أحدهم)، وهذه الأمراض شائعة جدا بين الناس، وأغلبها قابلة للعلاج، وبعضها مزمن.
أسباب الإصابة بالمرض النفسي
لا يوجد سبب واحد للإصابة بالأمراض النفسية، وإنما قد تساهم العديد من العوامل من زيادة خطر الإصابة بأحد الأمراض النفسية، من بينها :
- الجينات والتاريخ المرضي في العائلة
- الخبرات الحياتية، مثل الإجهاد أو التعرض لسوء المعاملة، خاصة إذا حدثت في مرحلة الطفولة
- عوامل بيولوجية مثل الاختلالات الكيميائية في الدماغ
- إصابات الدماغ
- تعرض الأم للفيروسات أو المواد الكيميائية السامة أثناء الحمل
- استخدام الكحول أو المخدرات الترويحية
- الإصابة بمرض خطير مثل السرطان
- الشعور بالوحدة أو العزلة
أنواع المرض العقلي
تتسبب الأمراض التنكسية العصبية في تدهور المخ والأعصاب، وبمرور الوقت تتغير شخصية المريض وسلوكياته و تسبب له الارتباك، كما يمكنها تدمير أنسجة الدماغ والأعصاب.
ومن أمثلة الأمراض العقلية :
- الزهايمر :
يحدث مع التقدم في العمر، وهو شكل تدريجي من الخرف، وحتى الآن لم يتم اكتشاف علاج له ، وتظهر أعراضه تدريجياً وتأثيراته على الدماغ تنكسية ، مما يعني أنها تسبب تراجعاً بطيئاً. - الخرف
الخرف يحدث بسبب إصابات الدماغ أو الامراض التي تؤثر سلبا على الذاكرة والتفكير والسلوك، وتدهور كافة الوظائف العقلية ، وعادة ما يحدث بشكل تدريجي ويزداد سوءا بمرور الوقت - تاي ساكس :
هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، إنه اضطراب تنكسي عصبي يصيب الأطفال بشكل شائع، وعادة ما يكون تدريجي حتى الموت، وعادة ما يصاب به الأطفال خلال الحمل وتظهر الأعراض من سن 3 إلى 6 أشهر وقد يعيش الطفل حتى عمر 4 أو 5 سنوات، وقد يصاب بهذا المرض المراهقين أو البالغين ولكن بشكل نادر.ما هو المرض النفسي الناتج عن الإدمان
إن تعاطي المخدرات بكميات كبيرة وعلى مدار فترات طويلة قد يتسبب في الإصابة ببعض الأمراض النفسية أبرزها :
- الاكتئاب
- القلق
- الذهان
أنواع المرض النفسي
الأمراض النفسية مختلفة الأنواع والخطور، من أبرز وأشهر هذه الامراض :
- الاكتئاب :
هو مرض طبي شائع وخطير يؤثر على المشاعر وطريقة التفكير والسلوك ، يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية ويمكن أن يقلل من قدرة الشخص على العمل في العمل والمنزل.
في حالات الاكتئاب الشديدة، قد لا يتمكن الأشخاص المصابون باضطراب الاكتئاب من النهوض من الفراش أو الاعتناء بأنفسهم جسديًا. - اضطراب القلق
تختلف اضطرابات القلق عن المشاعر الطبيعية للعصبية أو القلق، فمن أعراضه الخوف والقلق المفرط، واضطرابات القلق هي أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، لكن يمكن علاج اضطرابات القلق ويتوفر عدد من العلاجات الفعالة.
يمكن لاضطرابات القلق أن تجعل المريض يحاول تجنب المواقف التي تؤدي إلى ظهور أعراضه أو تفاقمها. يمكن أن يتأثر الأداء الوظيفي والعمل المدرسي والعلاقات الشخصية - اضطرابات الأكل
هي الأمراض التي يعاني فيها الأشخاص من سلوكيات الأكل المضطربة والأفكار والعواطف ذات الصلة، وتؤثر اضطرابات الأكل على عدة ملايين من الأشخاص في أي وقت.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من اضطرابات الأكل هي: فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي العصبي، واضطراب نهم الطعام.. - الوسواس القهري :
اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب يعاني فيه الأشخاص من أفكار أو أحاسيس (هواجس) متكررة وغير مرغوب فيها تجعلهم يشعرون بأنهم يجب أن يقوموا بسلوكيات معينة بشكل متكرر ، مثل غسل اليدين أو فحص الأشياء أو التنظيف، بشكل كبير مع الأنشطة اليومية للشخص والتفاعلات الاجتماعية.
أقرأ ايضا : دليلك حول انواع الامراض العقلية والنفسية |
هل التوحد مرض عقلي أو نفسي؟
إن مرض التوحد ليس عقليا ولا نفسيا، وإنما يمكن تصنيفه بأنه مرض عصبي يصيب الطفل قبل ثلاثة سنوات، حيث يحدث نتيجة اضطرابات في الجهاز العصبي ، مما يترتب على ذلك تأثر نمو وتطور الطفل، فضلا على التأثير السلبي على وظائف المخ.
وتجدر الإشارة إلى أن مرض التوحد واحد ضمن خمس اضطرابات نمائية عصبية، وأهم ما يميزه القصور الشامل في العديد من المجالات التطورية.
أعراض الأمراض العقلية
- عادة ما تتسبب الأمراض العقلية في مجموعة من الأعراض التي تبدو واضحة على المريض، من أهمها:
- فقدان الذاكرة
- النسيان
- اللامبالاة
- القلق
- الإثارة
- فقدان التثبيط
- التغيرات الحادة في المزاج
- تأخر النمو العقلي والاجتماعي
- تغيرات في المزاج
- الهلاوس الحسية والسمعية والبصرية
- الضلالات والأوهام.
- الصداع
أعراض الأمراض النفسية
- يعاني المريض النفسي من العديد من الأعراض، لا تكفي واحدة لتشخيص الإنسان بأنه مريض ، كما أن الأعراض تختلف باختلاف المرض، ولكن يمكننا التأكيد على أهمية اللجوء للطبيب المختص في حالة ملاحظة العديد من هذه الأعراض :
- تغيرات النوم أو الشهية
- انخفاض القدرة على العناية الشخصية
- تغيرات المزاج الحادة
- الانعزال والانسحاب الاجتماعي
- عدم القدرة على القيام بمهام العمل وإهماله
- انخفاض المستوى الدراسي
- التوقف عن ممارسة الانشطة التي اعتاد الاستمتاع بها كممارسة الرياضة أو القراءة
- ضعف التركيز
- مشاكل في التفكير
- ضعف الذاكرة
- الحساسية الزائدة للمواقف والأصوات والروائح
- اللامبالاة
- الشعور بالانفصال
- التفكير غير المنطقي
- العصبية والعدوانية
- الخوف والقلق بشكل مبالغ فيه
- الشك الدائم فيمن حوله
الفرق بين المرض العقلي والنفسي
من المهم توضيح أن منظمة الصحة العالمية أقرت من قبل بعدم وجود إجماع على تعريف الاضطرابات العقلية، كما يوجد الكثير من الجدل حول هذا المصطلح، مما يجعله يخضع لبعض المعايير الثقافية والمجتمعية.
وفي محاولتنا لفهم المصطلحين ومعرفة الفرق بينهما، يمكننا القول أن الأمراض النفسية هي الاضطرابات التي تؤثر على نفسية المريض وتصرفاته و حتى الآن لم يتم اكتشاف السبب الرئيسي والأساسي لها، أما المرض العقلي، فهو مجموعة الأمراض والاضطرابات التي تحدث نتيجة إصابات الدماغ وبعض الأمراض التي تصيب العقل، مما يتسبب في ظهور أعراض نفسية وعصبية و تؤثر على إدراك المريض ووعيه وقدرته على التفريق بين الواقع والخيال.
كيف يتم تشخيص كل من المرض العقلى والنفسى ؟
- يقوم الطبيب المختص بتشخيص الأمراض النفسية والعقلية من خلال الكشف النفسي والعضوي على المريض، والذي يتضمن الآتي :
- الفحوصات والأشعة لمعرفة ما إذا كان هناك أمراض عضوية تسببت في الأعراض مثل وظائف الكبد
- تحديد الأعراض النفسية التي يعاني منها المريض
- معرفة التاريخ المرضي للعائلة
- معرفة التاريخ المرضي للمريض نفسه سواء نفسيا أو عضويا
أقرا ايضا : ما هو الاضطراب النفسي وأنواعة وأسبابة وطرق علاجة |
هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي ؟
لا، لا يمكن تحول المرض النفسي إلى عقلي، ولكن مع إهمال الأمراض والاضطرابات النفسية قد يتطور الأمر حتى يصاب المريض بالهلاوس والضلالات ويفقد قدرته على إدراك الواقع من حوله.
متى تحتاج الذهاب الى الطبيب
عادة لا يلاحظ الشخص مشكلته النفسية حتى تتفاقم حالته وتصبح أعراض المرض مزعجة ومربكة له و تؤثر على علاقته بالناس من حوله وقدرته على التعامل مع الأنشطة اليومية، وبالرغم من ذلك فإن الكثيرين يترددون أن يلجأوا إلى الطبيب النفسي بسبب الوصمة المجتمعية، ولكننا ننصح بألا يتم تجاهل هذه الأمراض وإلا سوف تتفاقم الحالة وتتدهور ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الانتحار، أو تعريض حياة الآخرين إلى الخطر، لذلك من الأفضل التبكير باللجوء للطبيب النفسي المختص.
هناك بعض الأمراض التي يكون فيها المريض منفصل عن الواقع وغير مدرك لحالته الصحية كمرضى الذهان، لذا ننصح المقربين منهم من سرعة طلب المساعدة من الأطباء والمعالجين المختصين.
هل يمكن علاج كلاً منهم في المنزل ؟
يمكن علاج الأمراض النفسية والعقلية في المنزل في حالة كانت الأعراض لم تكن حادة، على أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب النفسي المختص مع ضرورة الإلتزام بتناول الأدوية والعقاقير التي وصفها الطبيب والالتزام بإرشاداته.
وفي حالة وصول المرض إلى حدته القصوى وتعذر على المريض أو المحيطين به رعايته، فإنه من الضروري دخوله إحدى مصحات العلاج النفسي حتى يتسنى للفريق الطبي تقديم المساعدة الطبية اللازمة خاصة في حالة تشكيل المريض خطورة على نفسه أو الآخرين.
مراحل علاج المرض العقلي
إن نوع المرض ودرجته يحددان نوع العلاج الذي يجب أن يخضع له المريض ومدى الاستجابة المتوقعة، وفي بعض الحالات يفضل المزج بين طرق العلاج المختلفة و اتباع مراحله بالتوازي.
- العقاقير
بعض الأمراض العقلية مزمنة ولا تشفى تماما، ولكن بفضل العقاقير والأدوية يمكن السيطرة على حالة المرض ومنع تفاقمه واحتواء الأعراض . - العلاج النفسي
من المهم خضوع المريض لجلسات العلاج النفسي التي يكتشف فيها الطبيب المعالج تفاصيل أكثر عن حالته المزاجية والمشاكل التي يعاني منها و طريقة تفكيره و تأثيرها على سلوكه، وخلال هذه الجلسات يساعد الطبيب المريض بالمعلومات اللازمة لتغيير طريقة تفكيره وتعلم مهارات التكيف والتعامل مع الضغط النفسي. - علاجات تحفيز الدماغ
بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالادوية تحتاج للخضوع لما يعرف بعلاجات تحفيز الدماغ، من بينها الجلسات الكهربائية وتحفيز العصب المبهم والتنبيه المغناطيسي عبر الجمجمة. - المستشفى
في بعض الأحيان يصل المرض العقلي إلى مستويات أكثر حدة الأمر الذي يتطلب احتجاز المريض في إحدى مستشفيات الأمراض النفسية لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وهذه الطريقة قد تكون الأفضل في حالة كان المريض يكل خطورة على نفسه أو على الآخرين من حوله.
مراحل علاج المرض النفسي
يمكن علاج معظم الأمراض النفسية بشكل فعال، ومن المهم التعرف على الأعراض المبكرة للمرض العقلي والحصول على العلاج الفعال مبكرًا، وتجدر الإشارة إلى أنه كلما بدأ العلاج مبكرًا كانت النتيجة أفضل.
ويمكن تلخيص مراحل علاج المرض النفسي في عدة خطوات :
العلاج الدوائي:
هناك العديد من الأدوية التي تستخدم لعلاج الأمراض النفسية وتختلف باختلاف المرض وحالة المريض واستجابته للدواء، وكذلك الأمراض الأخرى التي قد يعاني منها، ومن أمثلة هذه الادوية :
- مضادات الاكتئاب
- مضادات القلق
- مضادات الذهان
- مثبتات المزاج
- المنبهات العصبية
العلاج المعرفي السلوكي:
تهدف هذه الخطوة إلى تعديل أنماط التفكير لدى المريض، وتدريبه على تعديل فكره و سلوكه السلبي والعدائي ، كما يعمل المعالجين النفسيين مع المريض خلال الجلسات النفسية على السيطرة على أفكار المريض الإنتحارية وغيرها من الأعراض المرضية.
اسئلة شائعة
هل يمكن علاج الأمراض النفسية بدون أدوية ؟
نعم يمكن ذلك في حالة الأمراض النفسية البسيطة والتي لا يعاني فيها المريض إلا من أعراض طفيفة، على أن يكون ذلك بموافقة الطبيب النفسي المختص و متابعة المريض لجلسات العلاج النفسي.
هل هناك علاقة بين الإدمان والمرض العقلي والنفسي؟
نعم، كثيرا ما يتزامن الإدمان مع المرض العقلي والنفسي، فتناول المخدرات لفترات طويلة وبكميات كبيرة قد يتسبب في الإصابة بالهلاوس والضلالات وقد يصل الأمر إلى الذهان، كما أن إدمان المريض يتعارض مع فعالية العلاج ويتسبب في تفاقم الحالة الصحية للمريض العقلي.كثيرا ما يختلط الأمر على الناس ولا يستطيعون معرفة الفرق بين المرض النفسي والعقلي، الأمر الذي يؤثر على سرعة تلقي الرعاية الصحية اللازمة وتفاقم الحالة الصحية للمريض، فيما يلي نحاول نوضح أبرز الاختلافات والخطوط الفاصلة بين المرض العقلي والنفسي.
أقرأ ايضا :
- الأمراض النفسية المرتبطة بالادمان
- الأعراض الانسحابية للأدوية النفسية
- هل الاضطراب الوجداني مرض عقلي ؟ اليك الاجابة الكاملة