نبات القنب في مصر له تاريخ طويل جداً يتراوح ما بين الاستخدام النافع قديماً إلى الإدمان الضار حديثاً، وقد لا يتبادر إلى ذهنك أن تاريخ الحشيش والقنب في مصر قديم إلى درجة أنه يعود لأكثر من 3000 عام كاملة، فمنذ ذلك الزمن البعيد اعتاد المصريون على استخدام الحشيش أو القنب في صناعة الأحبال والألياف الصناعية وحتى في صناعة الدواء على الصعيد الطبي، ولكن بمرور الوقت تم استخدام نبات القنب في مصر بصورة غير قانونية وغير طبية وتحول مع المصريين من نبات يمكن استخدامه في بعض المنافع إلى نبات ضار له العديد من الآثار المهلكة على المدى القريب والبعيد.
- إقرأ أيضًا: ما هي اسعار علاج الادمان؟
هل القنب هو الحشيش؟
الواقع أن نبات القنب في مصر هو أساس تصنيع مخدر الحشيش، والذي نقصده تحديداً من أساس تصنيع الحشيش هو النبات الأنثى منه، حيث يتم استخراج المادة الفعالة للحشيش من الشعيرات الموجودة على نبات القنب، والتي تحتوى على تركيز عالي جدا من المادة الفعالة المسماة هيدروكانيبول أو THC حيث يحتوي الحشيش على تركيز 20% إلى 60% منها، ومن ثم يتم وضع الراتنج الناتج من هذه الشعيرات مع بعض المواد الأخرى مثل النيكوتين لكي يتم حرقها وتدخينها كما سنتحدث تفصيلاً، وإليك الخطوات من قبل المزارعين ومصنعي الحشيش لكي يتم الحصول عليه:
- يتم جمع النبات الأنثى من نبات القنب.
- من ثم يتم الحصول على براعم أزهار النبات.
- وبعد ذلك تأتي الخطوة الأكثر أهمية وهو الحصول على الراتنج الذي سبق الحديث عنه من أعلى البراعم.
- وبعد الحصول على الراتنج المحتوي على نسبة كبيرة من مادة THCيتم طحن الراتنج بواسطة آلة خاصة، حيث يتم بعدها الحصول على الزيت الذي يمكن وضعه في قوالب والحصول على الناتج الذي يمكن تدخينه.
إقرأ أيضاً: الدليل الكامل عن زيت الحشيش وفوائده
هل بذور القنب مخدرة؟
بذور نبات القنب تبدو في هيئتها صغيرة بيضاوية الشكل، يتراوح أبعادها ما بين 3 إلى 4 ملم في الطول، و1,5 ميللي في العرض، وهي محاطة بغلاف رقيق جداً، عند إزالة هذه الغلاف نرى طبقة سميكة والتي تعد الداعم الأساسي لجنين البذرة.
وقد يبدو لك زهور القنب مادة جيدة للحصول على الكثير من المادة الفعالة THC، ولكن الحقيقة هذا الظن خاطئ، فالبذور تحتوي على كم ضئيل جداً من المادة المخدرة هذا إن وجدت، لأن الغالب أنها لا تحتوي على أي شيء من المادة المخدرة، ومن المثير للدهشة أن بذور نبات القنب نافعة جداً من الناحية الصحية حيث تحتوي على العديد من العناصر المغذية والداعمة للجسم.
ما هي أنواع بذور القنب؟
بذور القنب ليست كلها متماثلة، بل تختلف على هذا النحو فمنها:
1- البذور المؤنثة
وهي المفضلة عند زارعي القنب لأنها هي التي تنتج النبات المؤنث الذي يمكن استخدامه في صناعة الحشيش. (إقرأ أيضًا: ما هي مدة بقاء الحشيش في البول؟)
2- البذور العادية
وهي التي تحتوي على 50% ذكر و50% أنثى، وتكمن أهمية هذا النوع عند مزارعي القنب في إنتاج نصفه من البذور المؤنثة والاستفادة من النصف الآخر من البذور في تلقيح البذور المؤنثة.
3- بذور الأزهار التلقائي
كما يبدو من الاسم فإن بذور الإزهار التلقائي لها القدرة على الإزهار حتى في غيابها عن الضوء لا بأس بها؛ فهي لا تحتاج للتعرض لضوء الشمس لمدة 12 ساعة كما هو الحال في البذور العادية، وبعض زارعي القنب يصنفون هذا النوع من أنواع البذور على أنه نوع آخر من أنواع نبات القنب وليس نوع بذرة.
4- بذور نبات القنب الهندي
بذور القنب الهندي في مصر تعد من أكثر الأنواع شيوعاً، لأنه سريع النمو والأزهار وهذا السبب يجعله من الأنواع المفضلة عند مزارعي القنب ومستخدميه.
-يوجد ما يقرب من 11 نوع من أنواع بذور القنب، ولكن يعد ما ذكرناه آنفاً هي من الأنواع الأكثر شيوعاً وأكثرها استخداماً بين مزارعي القنب ومستهلكيه.
ما هي فوائد بذور القنب؟
- تعرف من هنا على: فوائد الحشيش للجنس
على خلاف الظاهر فإن بذور القنب في مصر أو في غيرها لا تحتوي على المادة الفعالة THC التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي فإنها لا تؤدي إلى زيادة الدوبامين بالحد الذي يجعل المستخدم معتاداً عليها نفسياً وجسدياً ومدمناً لها على المدى القريب، ولكنها تمكث على الصعيد الآخر من تقديم النفع الغذائي والصحي لمتناولها فهي تحتوي على كل من هذه العناصر:
1- البروتين
يعد نبات القنب في مصر من البذور الغنية جداً بالبروتين فكل 30 جرام من الحبوب أي ما يقرب من 3 معالق من معالق الشاي تحتوي على ما يقرب من 9,47 جرام من البروتين، وليس هذا فقط بل إن هذه البذور تحتوي على كل البروتينات التسعة الأساسية والتي قلما تتوفر في مصادر البروتين النباتي، مما يجعلها أساس الغذاء للأشخاص النباتيين، ويعد الأرجنين من أكثر أنواع البروتينات النباتية التي تشتهر بها هذا البذور وهو من أكثر البروتينات أهمية لصحة القلب والجهاز الدوري.
2- الدهون الغير مشبعة
-أيضاً تحتوي بذور القنب على الدهون الغير مشبعة خاصة الأوميجا ثري omega-3 fatty acids ، والذي بدوره يعد من أكثر الدهون أهمية لوظائف الكبد والكلى والأوعية الدموية والجلد، حيث يؤدي نقصانه لالتهابات الجلد وتلفه وغيرها من الاضطرابات.
– من المعلوم أن الدهون الغير مشبعة تنقسم إلى أوميجا 3 وأوميجا 6، والشائع هو زيادة الأوميجا 6 عن الأوميجا 3 واختلال التوازن بينهما، لهذا إضافة بذور القنب يعيد التوازن بينهما مرة أخرى ويعد إضافة هامة جداً للغذاء خاصة للنباتيين.
3- الألياف
نبات القنب في مصر تحتوي على العديد من الألياف النباتية خاصة في الطبقة الخارجية المغلفة للبذرة، فكل 3 معالق من بذور القنب تحتوي على ما يقرب من 1,2 جرام من الألياف النباتية التي تتمثل أهميتها في كل مما يأتي:
- خفض الشهية.
- المساعدة على الحفاظ على الوزن.
- الحفاظ على مستوى السكر في الدم.
- الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
4- العديد من الفيتامينات والمعادن
قد لا يخطر على ذهنك الكم الهائل من المعادن والفيتامينات الموجودة في بذور نبات القنب فهي تحتوي على كل من الفيتامينات والمعادن الآتية:
- الزنك.
- الفسفور
- فيتامين هـ
- المغنيسيوم
- البوتاسيوم
- كما أنها مصدر جيد للحديد.
وتحتوي على مجموعة متنوعة من فيتامينات ب، بما في ذلك:
- الثيامين
- النياسين
- الريبوفلافين
- فيتامين ب 6
- حمض الفوليك
كل ما سبق يجعل نبات القنب درع واقي من العديد من الأمراض، وكذلك داعي للعديد من الفوائد التي لا غني عنها، ومن أكثر الفوائد التي تهديها لجسم متناولها ما يلي:
- الحفاظ على صحة المخ والعقل وحمايته من العديد من الأمراض مثل: الذهان والفصام والزهايمر والشلل الرعاش وبعض أنواع التشنجات التي تحدث في وقت الطفولة.
- الحفاظ على صحة القلب والجهاز الدوري حيث تعمل على تقليل ضغط الدم المرتفع والحفاظ على صحة عضلة القلب لأنها توفر لمتناولها الأرجنين و الثيامين والأوميجا 3.
- احتوائها على الأوميجا 3 يجعل منها سبباً في تقليل الالتهابات خاصة التي تحدث مع الأمراض المزمنة.
- تخفيف أعراض مرض الروماتيود، وهو مرض مناعي يصيب المفاصل ويؤدي إلى التهابها، والأوميجا 3 التي توجد في بذور القنب يمكنها تخفيف الأعراض وتحسين حالة المريض.
- الحفاظ على صحة الجلد.
- إقرأ أيضًا: حقيقة علاج ادمان الحشيش بالمنزل
الأسئلة شائعة بين الناس
1- ما هو زيت بذور القنب واستخداماته؟
من المثير للدهشة أن بذور القنب يقدر 30% من وزنها زيتاً، وكما ذكرنا أن زيت بذور القنب يعد من أكثر الزيوت الغنية بالكثير من الفيتامينات الأساسية والمعادن التي لا غني عنها، وهو زيت لونه أخضر وغير مكرر.
2- ما هو زيت CBD؟
زيت CBD أو زيت الكانيبويد هو زيت يمكن استخراجه من نبات القنب في مصر أو من الماريجوانا كذلك، فالكانيبويد هو مكون طبيعي موجود في نبات القنب ويختلف عن الهايدروكانيبول (المادة الفعالة في نبات القنب) من حيث تأثيره على المخ، ولكن تجدر هنا الإشارة أن الفوائد الطبية لزيت CBD هي نفسها فوائد THC، حيث يقوم زيت الكانيبويد بتقليل الالتهابات التي تحدث في الجسم نتيجة للأمراض المزمنة، وأيضاً في علاج الآلام والغثيان والقيء والانزعاج العصبي والاكتئاب وغيرها.
3- هل توجد نباتات مصرية مخدرة وأعشاب لها مفعول الحشيش؟
الحشيش ليس هو نبات الوحيد الذي يحتوي على المادة الفعالة المؤثرة على تركيز الدوبامين على الجهاز العصبي والمؤدية لاختلاف المزاج والحالة النفسية، ولكن يوجد العديد من النباتات التي ربما قد تثير دهشتك أنها تحتوي على مادة الكانيبويد الموجودة في الحشيش ولكن بنسبة قد تكون بسيطة مثل عشبة الفلفل الأسود و الكمأ الأسود.
-أما عن النباتات المصرية المخدرة فلا شك أنها موجودة منذ عهد المصريين القدماء الذين استخدموا العديد من النباتات المؤثرة ذهنياً ونفسياً مثل زهرة اللوتس الشهيرة والأفيون ونبتة القصب.
والجدير بالذكر أنه يوجد ما يقرب من 150 نوع من أنواع المركبات الكيميائية التي تنتمي لعائلة الكانيبويد موجودة في بعض النباتات وبالطبع يعد من أشهرهم على الإطلاق THC (إقرأ أيضًا: ما هي علامات مدمن الحشيش؟)
4- أين يباع نبات القنب في مصر؟
يزرع القنب في سيناء وصعيد مصر ولكن توجد في سيناء الكثير من أنواع القنب التي تتفرد بها عن غيرها في مصر حيث يصل عدد النباتات القنب في سيناء إلى 7 ملايين، أما عن أماكن بيعها في مصر فغالباً ما يتم شراؤها عن طريق المواقع الالكترونية إلا إذا كنت قريباً من أحد مناطق زراعتها في الصعيد أو في سيناء، أو ذهبت إلى أحد بيوت العطارة الكبيرة.
5- هل يمكن تدخين بذور القنب؟
لا توجد أي فائدة من تدخين بذور القنب، فإن كنت تفكر في تعاطيها للحصول على بعض الشعور العالي الذي يعطيه الحشيش فهذا لا يمكن أن يحدث إطلاقاً؛ لأن نبات القنب في مصر لا تحتوي على أي تركيز من المادة الفعالة وبالتالي فهي لا يمكن أن تؤثر عليك ذهنياً أو نفسياً.