اضطراب الشخصية الفصامية أحد الاضطرابات التي يعتقد الآخرين أنها ترتبط بالفصام، فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ وما هي الشخصية الفصامية وكيف تعرف إذا كنت تتعامل مع شخصية فصامية؟ وهل يمكن علاجها أم أنها اضطراب مزمن؟ هذا ما سوف نعرفه من خلال قراءة التفاصيل الآتية حول الأعراض والعلاجات والمضاعفات، والإجابة عن أسئلة أخرى تساعدك في فهم هذا الاضطراب.
تعريف اضطراب الشخصية الفصامية
اضطراب الشخصية الفصامية هو أحد أنواع الاضطرابات الشخصية التي يطلق عليها بشكل غير رسمي “غريب الأطوار”، ينطوي هذا النوع من الاضطراب على سوء تكوين علاقات اجتماعية وثيقة، فهم غير مدركين لكيفية التفاعلات الاجتماعية أو تأثير سلوكهم على الآخرين وعادة يسيئون فهم دوافع الناس وطريقة تفكيرهم.
ذلك العجز الاجتماعي والشخصي يجعلهم يميلون إلى تجنب المواقف الاجتماعية، ويشعرون بالقلق والضيق عند انخراطهم مع الآخرين.
اقرا ايضا عن كيفية التعامل مع مريض انفصام الشخصية وماهي اسباب حدوثه
أعراض الشخصية الفصامية
أعراض الشخصية الفصامية هي خليط من سلوكيات وأفكار وأنماط كلام تجعل الآخرين يصفونهم عادة بـ غريب الأطوار، وتشمل علامات الشخصية الفصامية 4 أو 5 من الأعراض التالية:
- الوحدة وعدم وجود أصدقاء من خارج نطاق الأسرة.
- يراه الآخرين مصابًا بجنون العظمة.
- القلق الاجتماعي المفرط بسبب عدم ثقتهم بالآخرين.
- تفسير خاطيء للأحداث باستمرار.
- الانزعاج الشديد من العلاقة الحميمة.
- معتقدات غريبة مثل الإيمان بالسحر أو أن لهم تأثير نفسي أو روحي.
- الانشغال بالخيال وأحلام اليقظة.
- الميل لعدم التعاطف أو الشعور بالآخرين.
- ردود فعل عاطفية باردة أو سطحية.
- ارتداء الملابس بطريقة غريبة أو غير معتادة مثل الظهور بزي غير لائق.
أسباب اضطراب الشخصية الفصامية
تتكون الشخصية عادة في مرحلة الطفولة، وهي عبارة عن الأفكار والعاطفة والسلوكيات التي تجعلك مميزًا أو الخاصة بك، ويكتسب الأطفال كيفية التفاعل الاجتماعي وفهم الإشارات الاجتماعية وطريقة التعامل مع المواقف من خلال الصفات الموروثة والعوامل البيئية.
لذا يرجح العلماء أن أسباب تكوين الشخصية الفصامية قد ترجع إلى الآتي:
الجينات الوراثية
إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصابًا الشخصية الفصامية فقد ينتقل ذلك إلى الأبناء.
العوامل الاجتماعية
أساليب التربية الخاطئة والمعتقدات الخاصة بالآباء أو مختصين الرعاية تؤثر على الأطفال وسلوكهم وأفكارهم.
طريقة عمل الدماغ
اختلاف توازن بعض المواد الكيميائية الموجودة طبيعيًا في الدماغ، يؤثر على الأفكار والسلوكيات والعاطفة، لذا قد يلعب دورًا في الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية.
أيضًا هناك بعض عوامل الخطر التي تسبب اضطراب الشخصية الفصامية، مثل:
- إهمال الرعاية من الأبوين.
- الصدمات العاطفية.
- تعاطي المخدرات.
- انفصال أحد الأبوين عاطفيًا.
- الضغط العصبي.
تشخيص الشخصية الفصامية
تشخيص الشخصية الفصامية يتم عن طريق الطبيب النفسي أو متخصص الرعاية الذاتية، ويقوم بإجراء الخطوات التالية للتقييم الدقيق:
- إحالتك إلى طبيب الفحص البدني لاستبعاد وجود مشاكل جسدية وراء هذه الأعراض.
- لا توجد اختبارات معملية لاضطراب الشخصية الفصامية ولكن قد يلجأ الطبيب لبعض الاختبارات لاستبعاد المشاكل الجسدية غير الواضحة.
- إجراء حديث مع الطبيب النفسي حول الأعراض التي لديك.
- تقديم تاريخك الشخصي والعائلي مع الاضطرابات النفسية بشكل عام.
- مقارنة الأعراض التي تعاني منها مع معايير الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي لاضطرابات الصحة العقلية.
تعرف على الفرق بين الفصام وثنائي القطب من حيث الاعراض وطرق العلاج
الفرق بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام
اضطرابات الشخصية الفصامية هي عبارة عن شكل خفيف من اضطراب الفصام الخطير، وذلك للفروق الآتية بين الاضطرابين:
- الفصام:
الفصام هو اضطراب دماغي، عادة يكون الأشخاص المصابين به منفصلون عن الواقع، ولا يمكنهم التفرقة بين الحقيقة والخيال، يعانون من هلاوس سمعية وبصرية.
- اضطراب الشخصية الفصامية:
الأشخاص المصابين به ليس لديهم هلاوس وغير منفصلين عن الواقع، لكنهم عاجزين عن الاختلاط بالمجتمع وغير قادرين على التفاعل بشكل صحيح، لذلك فعادة يطلق عليهم الآخرين “غريب الأطوار” وذلك لسوء سلوكياتهم وسوء تفسير الأحداث.
علاج اضطرابات الشخصية
يتضمن علاج اضطرابات الشخصية مزيجًا من العلاجات، هم العلاج النفسي والدوائي، ويهدف العلاج إلى تحسين الأعراض ومساعدة الأشخاص المصابين باضطرابات الشخصية على الاستمرار في حياتهم بشكل طبيعي، وإليك خيارات العلاج المتاحة:
- العلاج النفسي
يهدف إلى توطيد العلاقة بين الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية والحياة الاجتماعية من خلال بناء الثقة في الآخرين ومهارات التأقلم مع المواقف الاجتماعية، ويستخدم المعالج الطرق الآتية للعلاج النفسي:
- العلاج السلوكي المعرفي
يحدد الطبيب من خلاله الأفكار السلبية التي تسبب سلوكيات سلبية، ويقوم بإعادة صياغتها بشكل إيجابي لتعديل السلوكيات.
- العلاج الأسري
يقوم الطبيب بعمل جلسات مع أسرة المريض لتعلم مهارات الدعم والمساعدة في تحسين قدرات التواصل الاجتماعي.
- العلاج الدوائي
لم تحدد إدارة الغذاء والدواء أدوية معينة لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية، ولكن قد يلجًا الطبيب إلى وصف مضادات الاكتئاب، للسيطرة على أعراض مثل القلق والكآبة والارتباك.
اليك التفاصيل الكاملة حول اضطراب ما بعد الصدمة ومدى تأثيرها
المضاعفات الناتجة عنه
إهمال علاج اضطراب الشخصية الفصامية قد يفاقم الأضرار ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الإصابة بالمشكلات الآتية:
- الاكتئاب الحاد.
- اضطرابات القلق.
- الفصام.
- اضطرابات شخصية أخرى.
- نوبات ذهانية.
- تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
- محاولات انتحار.
- مشاكل في الدراسة والعمل.
ما هي توقعات هذا الاضطراب
توقعات هذا الاضطراب ترجع إلى مدى شدة الأعراض، فعندما يلجأ الأشخاص إلى تلقي العلاج فهم يحصلون على نتائج أفضل في الحياة العملية والاجتماعية، بينما إهمال الأعراض وعدم العلاج يسبب المضاعفات المذكورة أعلاه.
أسئلة أخرى قد تدور في ذهنك بعد قراءة المعلومات السابقة
إليك أهم الأسئلة التي طرحها الآخرين حول اضطراب الشخصية الفصامية:
ما هو اختبار الشخصية الفصامية؟
اختبار الشخصية الفصامية هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تدور حول الأعراض ومدى شدتها وتأثيرها على حياتك اليومية.
كيف تكون العلاقة بين الشخصية الفصامية والزواج؟
الأشخاص المصابين بالشخصية الفصامية يميلون إلى الوحدة وعدم المشاركة، لذا فإن نجاح علاقتهم الزوجية أمرًا صعبًا، إلا أنه يمكن إذا كان الشريك يطلب عاطفة واهتمامًا وعلاقة حميمة أقل.