علاج إدمان الأدوية والعقاقير الطبية هو المنقذ الأول لكل من سقط في براثن إدمان الأدوية، والذي يبدأ عادة بحسن نية، حيث يبدأ المريض في تناول الأدوية رغبة في التخفيف من أعراض مرضه المزعجة، ولكن مع الوقت وعدم الالتزام بالجرعات العلاجية التي يحددها الطبيب، يصاب المريض بالاعتمادية الجسدية والنفسية ويحدث إدمان الأدوية، فلا يستطيع الاستمرار دون تعاطي الدواء، ويصبح غير قادر على التوقف عن تعاطيه، فما هي الأدوية التي تتسبب في الإدمان؟، وما هي أعراض إدمان الأدوية، وكيف يمكن علاج إدمان الأدوية؟، هذا ما سنشرحه بالتفصيل خلال سطور المقالة التالية.
ما هو ادمان الادوية
إدمان الأدوية هو اضطراب نفسي وجسدي ينتج عن خلل في مراكز معينة في الدماغ، حيث يصاب الشخص بالاعتمادية النفسية والجسدية على أحد الأدوية، فيؤدي إلى استمرار تعاطي الشخص للدواء دون حاجة له، ويزيد من حجم جرعات الدواء بالرغم من خطورته، حيث يصاب المريض بإدمان الأدوية ويصبح غير قادر على التحكم في رغبته في التعاطي المستمر بالرغم من الأضرار الجسدية والنفسية البالغة الناتجة عن ذلك.
تعرف على : ادوية علاج الادمان لاشهر 8 انواع من المخدرات
أعراض إدمان الأدوية
إدمان الأدوية يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأعراض النفسية والجسدية حيث يتميز مدمن الادوية بعدة علامات تميزه، تعرف على أعراض إدمان الأدوية:
- رغبة ملحة في تناول الدواء دون حاجة.
- زيادة جرعات الدواء بشكل مستمر للحصول على نفس التأثير
- عدم القدرة على التوقف عن تناول العقار
- العزلة المجتمعية والوحدة
- اضطرابات النوم
- انخفاض ضغط الدم
- صعوبة التنفس
- ضعف الذاكرة وتشوشها
- تقلبات مزاجية حادة
- التبلد واللامبالاة
- الانفصال عن الواقع
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن
- إنفاق أموال طائلة على شراء الدواء
- اقتراض الأموال بصفة مستمرة
- تراجع المستوى الدراسي
- انخفاض الأداء الوظيفي
- إهمال النظافة الشخصية والمظهر العام
- العنف والعصبية المفرطة
- السلوك العدواني
إدمان الأدوية المسكنة
عادة ما يتم صناعة الأدوية المسكنة من مستخرجات الأفيون مثل المورفين والكودايين، والتي تعمل بدورها من خلال تحفيز إفراز الإندروفين في الدماغ مما يؤدي إلى تسكين الآلام والشعور بالمتعة والراحة والاسترخاء، ولكن إدمان الأدوية المسكنة يحدث عند إساءة استخدام هذه المسكنات، من خلال تعاطيها بكميات كبيرة بشكل مستمر دون الحاجة إليها .
يعتاد الجسم على تناول الأدوية المسكنة ويصاب المريض بالاعتمادية النفسية والجسدية ويصبح غير قادر على الحياة بدون تناول المسكنات التي تمنحه شعورا عارما بالنشوة والسعادة المزيفة، وبدونها يغرق في آلامه الجسدية والنفسية.
إدمان الأدوية النفسية
إدمان الأدوية المسكنة لا يحدث بمجرد تناولها، وإنما يحتاج المرء إلى إساءة استخدامها بصورة تؤثر على كيمياء المخ، وفي الأساس تعمل الأدوية النفسية من خلال استهداف المستقبلات العصبية في المخ وإفراز الهرمونات المختلفة وخاصة الدوبامين “هرمون السعادة “، ويحدث الإدمان عند تناول الأدوية النفسية بجرعات كبيرة بخلاف ما وصفه الطبيب المعالج، مما يؤدي إلى أن الجسم يعتاد على كمية الدوبامين التي تتسبب الادوية في إفرازها، ويصاب المريض بالاعتمادية الجسدية والنفسية، وقد يعاني المريض من بعض الأعراض الانسحابية عند التوقف المفاجئ عن تعاطيها.
ولعلك شعرت بالقلق والخوف الآن من تناول الأدوية النفسية التي تحتاجها، ولكن تأكد من أنه في حالة الالتزام بالجرعات التي يحددها الطبيب المعالج ومواعيدها المقررة، وعدم تغييرها أو التوقف عن تعاطيها إلا بإذن من الطبيب، فإنك لن تتعرض لأي أضرار نفسية أو جسدية ولن تعاني من إدمان الأدوية النفسية.
ما هي افضل أدوية طاردة للمواد المخدرة وأهمية استخدامها؟ تعرف عليها الان
أسباب الإدمان على الأدوية
إذن ما هي أسباب الإدمان على الأدوية؟، تتعدد العوامل المؤدية إلى إدمان الأدوية، وتختلف من شخص إلى آخر، كما أنه يمكن أن تجد أكثر من سبب وراء إدمان أحد الأشخاص للادوية، تعرف على أسباب الإدمان على الأدوية:
- عوامل بيئية : وتشمل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يعاني منها المرء، كما أن أصدقاء السوء يلعبون عامل كبير في التشجيع على إدمان الأدوية.
- عوامل وراثية : تلعب الجينات الوراثية دورا كبيرا، فإن إدمان أحد الآباء، أو وجود تاريخ إدماني في العائلة قد يزيد من فرصة إدمان الشخص للأدوية والعقاقير الطبية التي تسبب الاعتمادية الجسدية والنفسية.
- التمسك بشعور السعادة والمتعة التي تحققها الأدوية، ومع مرور الوقت يحتاج مدمن الادوية إلى زيادة جرعات الدواء وذلك للحصول على نفس التأثير والنشوة التي شعر بها عند تعاطي أول جرعة.
تصنيفات أدوية تسبب الإدمان
يوجد أنواع عديدة من الأدوية المسببة للإدمان، تختلف فيما بينها من حيث دواعي الاستخدام، ولكنها تتفق في أن اساءة استخدامها يؤدي إلى الاعتمادية النفسية والجسدية والإدمان، وتشمل :
- المسكنات الأفيونية : تعد مسكنات الألم الأفيونية مثل المورفين أكثر أدوية تسبب الإدمان، وذلك نظرا لتأثيرها المثبط للجهاز العصبي المركزي، حيث ترتبط المسكنات الأفيونية بمستقبلات الأفيون الموجودة في الدماغ مسببة حالة من النشوة والسعادة.
- مضادات الاكتئاب : بعض مضادات الاكتئاب قد تتسبب في الإصابة بالإدمان، وذلك في حالة إساءة استخدامها، ويأتي ذلك نتيجة لتأثيرها المباشر على هرمون السيروتونين وهو الهرمون المسئول عن مشاعر السعادة والمتعة، وعند اعتياد الجسم على العقار يصبح من الصعوبة التوقف المفاجئ عن تعاطيه، ويصاب الشخص بأعراض انسحابية مزعجة، لذلك ينصح دائما بالتوقف التدريجي عن تناول مضادات الاكتئاب تحت إشراف الطبيب المعالج لتجنب أعراض الانسحاب.
- المهدئات والمنومات : المهدئات والمنومات هي أدوية وعقاقير يتم استخدامها من قبل مرضى اضطرابات النوم والأرق، وكذلك علاج القلق والتوتر ونوبات الهلع، وتؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي
- المنشطات : بعض الأدوية المنشطة المستخدمة في علاج أمراض الجهاز العصبي، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وكذلك علاج السمنة، يمكن أن تتسبب في الاعتمادية الجسدية والنفسية وبالتالي الإدمان، وذلك في حالة التناول المفرط لها واساءة استخدامها، لذلك يجب أن يتم تناول هذه العقاقير تحت الإشراف الطبي والإلتزام الكامل بالجرعات المحددة.
أدوية تسبب النشوة والسعادة
كما أوضحنا من قبل فإن إدمان الأدوية ينتج معظمه عند تناول أدوية تسبب النشوة والسعادة وهو ما يغري المرضى باستمرار تعاطيها أو زيادة جرعاتها دون حاجة طبية، فيتسبب ذلك في الاعتمادية الجسدية والنفسية ويصبح المريض غير قادر نفسيا على التوقف عن تناول الأدوية، مضادات الاكتئاب والمسكنات الأفيونية هي أبرز أدوية تسبب النشوة والسعادة، وينصح الأطباء عند الرغبة في إيقاف استخدامها بالتوقف التدريجي عن تناولها تحت إشراف الطبيب تجنبا لأعراض الانسحاب.
تعرف على ادوية اعراض الانسحاب وسحب السموم من الجسم بأحدث
مراحل علاج إدمان الأدوية
مراحل علاج إدمان الأدوية التي يتم تطبيقها في مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان الرئيسية تشمل ما يلي :
- مرحلة الكشف الطبي : يخضع مدمن الادوية للكشف الطبي، ويجري جميع الفحوصات والتحاليل والأشعة اللازمة التي تمكن الطبيب المعالج من التعرف على حالته الصحية وحجم المضاعفات الناتج عن إدمان الادوية، وبالتالي تحديد بروتوكول الدواء المناسب له.
- مرحلة سحب السموم : أصعب مراحل علاج إدمان الأدوية، يعاني المدمن من أعراض انسحاب شديدة الألم خلال تلك المرحلة، ويتلقى خلالها المساندة الطبية اللازمة داخل مصحة علاج ادمان المخدرات،حيث يظل تحت الملاحظة 24 ساعة حتى يتخطى هذه المرحلة بأمان.
- مرحلة العلاج النفسي : العلاج النفسي مهم جدا لإتمام علاج إدمان الأدوية، حيث يخضع مدمن الأدوية لجلسات التأهيل المعرفي السلوكي وجلسات العلاج الجماعي، التي تساعد مدمن الأدوية على اكتشاف أسباب إدمانه وعلاجها.
- مرحلة المتابعة الخارجية : بعد تمام الشفاء، من المهم أن يظل المتعافي على اتصال مستمر مع المتخصص ليساعده في تخطي شعور الاشتياق للدواء، و حمايته من الانتكاسة.
أقرا بالتفصيل: علاج الادمان طبياً في 5 خطوات بدون ألم 100%
علاج الادمان على الادوية المنومة
التوقف المفاجئ عن تعاطي الادوية المنومة قد يؤدي إلى أعراض انسحاب مزعجة، خاصة في حالة إدمان المريض للادوية المنومة، لذلك ينصح الأطباء بطرق التخلص من الأدوية المنومة على النحو التالي :
- في حالة تناول الأدوية المنومة لفترة قصيرة : قم بتخفيف الجرعة وتناول نصف حبة فقط لمدة 3 أيام، ثم تناول الجرعة المعتادة لمدة 3 أيام أخرى، ثم يتم تخفيض الجرعة الأسبوعية المعتادة تدريجيا حتى التوقف نهائيا عن تعاطي الأدوية المنومة.
- في حالة تناول الأدوية المنومة لفترة طويلة (سنوات) : قم بتناول نصف حبة من الدواء لمدة يومين فقط، ثم تناول الجرعة الأصلية لمدة يومين، وهكذا يتم تكرار هذه العملية لمدة تتراوح ما بين شهر إلى شهرين، بعد ذلك ابدأ في تناول نصف الكمية لمدة أسبوعين، ثم الربع لمدة أسبوعين آخرين، ثم التوقف النهائي عن تعاطي الأدوية المنومة.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد يعاني مدمن الأدوية المنومة من اضطرابات النوم والأرق لعدة أيام بعد التوقف النهائي عن تعاطيها.
أقرا أيضأ: أعراض الانسحاب من المهدئات
علاج الادمان على أدوية الاكتئاب
علاج الإدمان على أدوية الاكتئاب، أو التخلص من استخدام مضادات الاكتئاب يجب أن يتم تدريجيا تحت إشراف الطبيب تجنبا لمتلازمة الانقطاع عن مضادات الاكتئاب، وذلك على النحو التالي:
- يجب الاتفاق على خطة التوقف التدريجي عن تناول مضادات الاكتئاب مع الطبيب المعالج.
- غالبا ما تعتمد خطة التوقف على تقليل جرعات الدواء تدريجيا خلال فترة زمنية يحددها الطبيب، تتراوح ما بين أسابيع إلى أشهر، حتى يتم التوقف نهائيا عن تعاطي الدواء.
- يجب الإلتزام بالخطة الموضوعة من قبل الطبيب، وتسجيل الأعراض التي قد تظهر على المريض وعرضها على الطبيب المعالج، للتعرف على ما إذا كانت الخطة وتسلسلها مناسب لحالة المريض أم يحتاج لتغييرها.
- يحتاج علاج الإدمان على أدوية الاكتئاب تغيير نمط الحياة أيضا، وذلك من خلال اتباع نظام حياة صحي أكثر، الاعتماد على أنظمة غذائية صحية يساعد بشكل كبير على التغلب على إدمان أدوية الاكتئاب، وعلاج الاكتئاب ذاته، والحفاظ على مستوى هرمون السيروتونين و الدوبامين في المخ.
- ممارسة التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء يساعد أيضا على تحسن الحالة النفسية للمريض وعدم احتياجه المستمر لمضادات الاكتئاب.
- الحصول على قسط كافي من النوم من أهم الخطوات المساعدة على تحسين الحالة النفسية للمريض وتغلبه على أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب، وعدم إصابته بمتلازمة التوقف عن مضادات الاكتئاب.
اهم الاسئلة حول علاج ادمان المخدرات والبرامج العلاجية المناسبة
علاج إدمان الأدوية بالأعشاب
هناك اعتقاد شائع بأنه يمكن علاج إدمان الأدوية بالأعشاب الطبيعية، حيث يوجد عدة أعشاب تشتهر بقدرتها على التخفيف من أعراض انسحاب إدمان الأدوية والمخدرات، والمساعدة على الاسترخاء، مثل :
- الشاي الأخضر
- البابونج
- المريمية
- الجينسينج
- النعناع
- الزعتر
ولكن يجب أن نوضح أن هذا الاعتقاد خاطئ تماما، ولا يمكن علاج إدمان الأدوية بالأعشاب، بل محاولة ذلك قد تعرض مدمن الادوية لمضاعفات صحية خطيرة، كإلى جانب فشل العلاج والانتكاسة.
شاهد فيديو مميز حول علاج الادمان من المخدرات
اسئلة شائعة حول علاج إدمان الأدوية
- هل يمكن تناول أدوية علاج الاكتئاب بدون طبيب؟
لا، لا يفضل تناول أدوية علاج الاكتئاب بدون إذن وإشراف الطبيب المعالج، تجنبا للأعراض الجانبية، كما أن اساءة استخدام مضادات الاكتئاب يؤدي إلى الاعتمادية الجسدية والنفسية.
- كيف يمكن تجنب إدمان الأدوية ؟
تجنب إدمان الأدوية يحدث عند الالتزام بجرعات الادوية ومواعيدها المحددة من قبل الطبيب المعالج، وعدم تغييرها أو زيادتها إلا بإذن من الطبيب.