اسباب المثلية وعلاجها هو أمر انتشر كثيراً مؤخرا تُعد المثلية الجنسية من الأمور الشائكة التي يصعب التحدث عنها، كما أنها من أكثر القضايا النفسية إشكالاً حيث أن مساحة اللبس والاختلاط تتجاوز مساحة الفهم على حد تعبير أحد الأطباء النفسيين. فكثيرا ما يتم الخلط بينها وبين اضطراب الهوية الجنسية كما يُختلف في تصنيفها بكونها مرض أو اضطراب لا دخل للشخص به أو كونها اختيار وانحلال أخلاقي من الشخص. وتختلف المدارس النفسية في تفسير هذا الفعل والأمور الدافعة له. فهيا نعرف المزيد عن اسباب المثلية وعلاجها وهل هي مرض أم اختيار.
إقرأ أيضاً: ما هي أعراض الاكتئاب الحاد الجسدية والنفسية؟
ما هي المثلية الجنسية؟
هو الانجذاب العاطفي والجنسي بين أفراد نفس النوع الذكر مع الذكر و الأنثى مع الأنثى. فيشعر الرجل بانجذاب عاطفي وجنسي تجاه الرجل ولا يكون لديه أي ميل تجاه الإناث. ويحدث ذلك في صورة الإعجاب بمظهرهم والتعلق الشعوري بهم والانجذاب تجاه إقامة علاقة حميمية معهم وقد يحدث في خيال الشخص وقد يُقدم على ممارسة ذلك.
كم نسبة الشواذ في الوطن العربي؟
يعتقد الكثير أن هذه المشكلة بعيدة عن وطننا العربي أو أنها تمثل نسبة ضئيلة وذلك بسبب الطباع الشرقية والعادات والتقاليد المحافظة. لكن هذا غير صحيح فإن هذا الأمر يتواجد بصورة كبيرة في وطننا العربي، ما يؤسفنا أنه لا تتوفر إحصاءات رسمية عن هذا الأمر ولكن الأطباء النفسيين يؤكدون مدى شيوع الأمر في العالم العربي من خلال ما يقابلونه من حالات في حياتهم اليومية. لذا فيجب ألا نغمض أعيننا عن هذه المشكلة ونلقي الضوء عليها لنعرف اسباب المثلية وعلاجها لمساعدة الكثير من الشباب.
هل المثلية مرض أم اختيار؟
بذل علماء النفس الكثير من الوقت والجهد للبحث عن اسباب المثلية وعلاجها ومعرفة كيف ينشأ الميل الجنسي. فتختلف وجهات النظر وتفسيرات مدارس علم النفس تجاه المثلية.
فبعض المدارس ترى إنها ميول وليست مرض أو اضطراب ولا تحتاج لعلاج، ويظهر ذلك في التصنيف الأمريكي عام 1987 حيث قاموا باستبعاد المثلية الجنسية من تصنيف الأمراض والاضطرابات النفسية واعتبرته أسلوباً للحياة لا يحتاج لعلاج إلا إذا عانى الشخص نفسياً من هذا الأمر واحتاج للمساعدة.
بينما البعض يرى أنه مرض أو اضطراب نتيجة عوامل عدة، ويظهر ذلك في معاناة بعض الأشخاص من هذا السلوك والرغبة في تغييره وأن من ينجح منهم في علاج هذه العوامل واستعدال سلوكه يشعر بالرضا أكثر عن حياته. وترى مجمموعة أنه انحراف سلوكي يحتاج للردع والعقاب وأنه باختيار الشخص.
إقرأ أيضاً: ما هي أهم أعراض الوسواس القهري؟
ما هي اسباب المثلية؟
يُعد أفضل ما توصل إليه الأطباء النفسيين في المثلية الجنسية أنها اضطراب تطوري ينشأ من مرحلة الطفولة حيث يتكون الميل الجنسي في مرحلة مبكرة من العمر. وأنه توجد عدة عوامل عند اجتماعها معًا في هذه المرحلة تزيد من ميل الشخص إلى المثلية الجنسية. وحتى نتمكن من فهم اسباب المثلية وعلاجها دعنا نعرف أكثر عن هذه العوامل:
طبيعة الشخصية:
الشخصية ذات الحساسية النفسية الشديدة أكثر عرضة للمثلية من غيرها وهي أهم الأركان التي تهيأ للميول المثلية في ظل وجود العوامل الأخرى.
العلاقة بالأبوين:
فعلاقة الطفل بالوالد من جنسه تعد عاملًا هامًا جدًا، سنوضح بمثال إذا كان الطفل ذكرًا وذلك لأن المثلية الجنسية تمثل نسبة أكبر بين الذكور- فإنه يحتاج للخروج من كنف الأم والانفصال عنها إلى الأب حتى تتكون لديه الذكورة النفسية، لذا فعند غياب الأب الجسدي أو النفسي أو عندما تكون الأم حامية وتعيق الانفصال عنها يشكل ذلك خلل في تكون الذكورة النفسية للطفل ويعرضه للميول المثلية.
الإساءة والاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة:
ويعد هذا عامل مشترك لدى كثير من المثليين وهو التعرض للإعتداء الجنسي في فترة الطفولة.
عامل وراثي:
توضح بعض الدراسات التي أجريت على التوائم المتماثلة أنه إذا كان أحد التوأمين لديه ميل للمثلية فإن الآخر سيكون معرض لذلك بنسبة كبيرة، مما يدل على وجود الاستعداد الوراثي لهذا الميل الجنسي. ولكن ايضا يوجد عدد من الدراسات العلمية التي تنفي وجود عامل وراثي واضح لهذا الميل.
وتعرض الطفل لأي عامل من هذه العوامل لا يعني حتمية حدوث الميول المثلية، بل وجود معظم العوامل يجعل الفرد أكثر عرضة للميول المثلية الجنسية.
ما هي اضرار المثلية؟
توجد العديد من الأضرار النفسية والصحية التي يمكن تلحق بأصحاب الميول المثلية الجنسية منها:
الإصابة بالاضطرابات النفسية:
مثل الاكتئاب والقلق وجلد الذات لما يعانيه من شعور يجعله مختلف عن الآخرين، بالإضافة لوجودة في مجتمع يرفض المثلية الجنسية ويرى أن لديه انحراف سلوكي.
الإصابة ببعض الأمراض المعدية:
مثل الأيدز وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق العلاقات الجنسية.
الإصابة بسرطان الشرج:
يكون الشخص عرضة للإصابة بسرطان الشرج أكثر من غيره. فيجب عليك أن تحمي نفسك من الوقوع في هذه الأضرار وتبحث عن اسباب المثلية وعلاجها.
صفات الرجل المثلي
توجد صورة مرسومة في أذهاننا عن الرجل المثلي كما قُدمت لدينا من خلال الإعلام بأنه ذو هيئة محددة تشبه النساء في الشكل والمظهر الخارجي وطريقة الكلام والتعامل حيث يميزها الدلال والميوعة.
ولكن هذا ليس بصحيح، فيبدو الرجل المثلي طبيعيًا تمامًا ولا يثير أي من الشكوك. فالمشكلة تكمن في أفكاره وميوله الجنسية لنفس جنسه لا في مظهره وتعامله.
صفات الانثى المثلية
تقل المثلية الجنسية في الإناث عن الرجال كثيرًا ويفسر البعض ذلك بأن عامل تكون الذكورة النفسية أصعب بكتير من الأنوثة النفسية ويحتاج لجهد ويتأثر بمؤثرات كثيرة، مما يجعل الذكور أكثر عرضة لحدوث خلل في تكون الذكورة النفسية وبالتالي الميل إلى المثلية الجنسية.
ونرى أن الانثى المثلية لا تتميز بمظهر خارجي أو طريقة كلام مميزة، فهي أمرأة تبدو طبيعية جدًا غير أنها تنجذب لجنسها بصورة كبيرة.
إقرأ أيضاً: ما هي أهم سمات وتصرفات المريض النفسي؟
ما الفرق بين المثلية واضطراب الهوية؟
لكي نجيبك عن هذا التساؤل يجب أن نعرف ما هي هوية الجنس؟
تعد هوية الجنس هي الصورة التي يرى بها الإنسان نفسه من حيث أنه ينتمي للإناث أو الذكور أو يكون شعور ما بين الإناث والذكور أو لا واحد منهما.
تتشكل الهوية في مرحلة مبكرة من العمر في سن ما بين عام ونص إلى عامين حيث يدرك الطفل أنه ذكرا أو أنثى. يحدث الخلل أو اضطراب الهوية عندما يبدأ الشخص برفض انتماؤه لهذا الجنس وعدم إحساسه بأنه من نفس نوعه ويرفض تصرفات الجنس الذي ينتمي له والرغبة في ممارسة تصرفات ومعاملات الجنس الآخر.
وهذا يختلف بشكل كبير عن المثلية، فالشخص الذي لديه ميول مثلية لا يرفض الانتماء لنوعه فهو مدرك جيدًا لنوعه ولكن تكمن مشكلته في عدم تأصل ذكورته أو أنوثتها النفسية مما يدفعهم للميل الجنسي لنفس نوعهم. لذا فيجب أن ندرك أن اسباب المثلية وعلاجها يختلف تمامًا عن اضطراب الهوية.
تعرف بالفيديو على مستشفى الامل للطب النفسي
إقرأ أيضاً: ما هي أهم أعراض وعلاج القلق والاكتئاب؟
علاج المثلية في علم النفس
هل يوجد علاج للمثلية أو نقول هل يمكن تعديل هذا الميل المثلي؟
نعم.يمكنك استعدال هذا السلوك وتغيير نمط الحياة، ولكن يتطلب الأمر وجود نية قوية نابعة من الشخص للتعافي والتحلي بالصبر طوال فترة العلاج. كما من الأمور الهامة أيضا وجود معالج واعي بحدود المشكلة وأسبابها ولديه إيمان بقدرة الفرد على الشفاء.
ويتم التعافي من خلال علاج جذور المشكلة والعوامل التي أدت لنمو هذا السلوك وليس مجرد منع هذا الميل الذي هو عَرَض لمشكلة حقيقية ويحدث ذلك من خلال العديد من المحاور مثل:
بناء الذكورة النفسية:
فيجب استعادة بناء الذكورة النفسية التي لم تكتمل عند هذا الشخص خلال مرحلة طفولته. ويمكن أن يتم ذلك بانخراطه وسط الغيريين (الذين لديهم الميل الطبيعي لغير جنسهم) فبالاندماج معهم يمكن ممارسة الرجولة ظاهريًا من خلال المشاركة في الاهتمامات والأنشطة الذكورية ومحاولة تأكيدها داخليًا.
التعافي من الإساءات:
يجب أن يقوم المعالج بمساعدة الشخص على التعافي من الإساءات التي حدثت في حياته سواء كانت اعتداءات جنسية أو ممارسات تربوية أثرت في نموه النفسي.
توجد العديد من الوسائل العلاجية التي يمكنها تقديم المساعدة للتعافي من المثلية عن طريق تعديل وإصلاح العوامل التي أدت لذلك كلٌ على حدة أو في صورة منهج مُعَد للتعافي من المثلية مثل العلاج الإصلاحي لچوزيف نيكولوسي، وعلاج الاحتياجات لريتشارد كوهين.
وأهم ما تحتاجه هذه الرحلة هو الصبر من المعالج ومن الشخص الذي يريد التعافي، فليس الأمر مجرد مرض يحتاج لدواء ولكنه تعديل في سلوك أخذ الكثير من الوقت حتى يتأصل ويحتاج الوقت الكافي لكي يتم تعديله.
هل يستطيع المثلي ان يتزوج؟
وبعد أن وضعنا أيدينا عن اسباب المثلية وعلاجها يمكنا أن نجيب على تساؤل يشغل بال الشخص الذي لديه ميول مثلية وعائلته.
نرى بعض المثليين متزوجون ويمكن تفسير ذلك بأن بعضهم لديه ميول جنسية ازدواجية أي لنفس جنسه وللجنس الآخر، وبالتالي يمكن أن يتزوج ويُنجب ولكن ذلك الأمر قد يؤدي إلى مشاكل عديدة، فيمكن أن يتسبب في نقل الأمراض إلى زوجته بسبب مماراساته الجنسية الأخرى، وقد يتسبب اكتشافها لميول زوجها وعدم تفهمها للأمر في انهيار الأسرة.
وقد يتزوج بعض المثليين ظنًا منهم وممن حولهم أن الزواج يمكن أن يكون هو الحل والعلاج لمعاناته، ولكن قد ينعكس ذلك بصورة سلبية عليه ويُصَّعب رحلة العلاج. ولكن يستطيع المثلي المتعافي أن يتزوج ويقيم حياة زوجية ناجحة وذلك بعد أو أثناء رحلة التعافي. ولا يجب أن يتعجل ذلك الأمر حتى الوصول لمرحلة يكون فيها مهيأ للارتباط بالجنس الآخر وإقامة حياة سوية.
دكتور علاج المثلية الجنسية
يكون الطبيب النفسي هو المسؤول عن علاج حالات المثلية الجنسية ويعاونه أيضًا معالجين نفسيين في هذا الأمر. وتقدم لك مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان عدة نصائح تساعدك في اختيار الطبيب النفسي المناسب. لا يمكن أن يعالج كل الأطباء النفسيين حالات المثلية الجنسية، لذا فعليك مراعاة هذه الأمورعند اختيارك:
- فيجب أن يكون متخصص ويمتلك الأساليب العلاجية المناسبة لهذه النوعية من الاضطرابات.
- يجب أن يثق في قدرة مريضه على الشفاء ويقدم له الدعم طوال الرحلة.
- يجب أن يتسم بالأمانة والحفاظ على خصوصية الشخص.
- يجب أن يتحلى بالصبر.
وهذا ما يمكن أن تقدمه لك مستشفى الأمل، حيث يتوفر لديها نخبة كبيرة من الأطباء والمعالجين النفسيين المتميزين في علاج الاضطرابات النفسية بمختلف أنواعها.
الاسئلة شائعة عن المثلية الجنسية
اليكم الاجابات الكاملة عن مشكلة المثلية الجنسية
هل يجب أن نخاف من الشخص الذي لديه ميول مثلية أن يعتدي جنسيا على الأطفال؟
لا. يحدث ذلك فليس للشخص أي دوافع تجاه إيذاء الأطفال وهذا يختلف عن اضطراب البيدوفيليا والذي يكون الشخص لديه ميل جنسي تجاه الأطفال.
هل يكون لدى المثلي الرغبة في التحول جنسيًا؟
لا. يرضى معظم من لديهم الميول المثلية عن جنسهم ولا تكون لديهم الرغبة في التحول لنوع آخر.