الفرق بين الفصام وثنائي القطب يرجع إلى أعراض وطرق علاج كل منهما، فعلى الرغم من أنهما يندرجان تحت فئة الاضطرابات العقلية، إلا أن درجة خطورتهما تتفاوت
وكذلك طرق التشخيص والطرق العلاجية المتبعة، نأخذك في جولة حول الفرق بين ثنائي القطب والفصام بالتفصيل.
الفرق بين الفصام وثنائي القطب
يمكن توضيح الاختلاف بين كلا من الفصام واضطراب ثنائي القطب من خلال التعريف المفصل لكل منهما، وهو كالآتي:
-
ما هو الفصام؟
هو مرض عقلي مزمن وحاد، يؤثر على أفكار الشخص وتصرفاته ومشاعره، ويغير إدراكه للواقع، ويضعف علاقاته بالآخرين.
على الرغم من أن الفصام ليس اضطرابًا تشيع الإصابة به، إلا أنه يعد من أخطر الأمراض العقلية.
يفقد مصابو هذا الاضطراب الاتصال بالواقع في بعض الأحيان، ولا يمكن شفائهم نهائيًا، لكن العلاج يساعد على السيطرة على الأعراض.
شدة المرض تختلف من شخص لآخر، حيث يعاني البعض من نوبة ذهانية واحدة، بينما البعض الآخر يواجه نوبات عديدة لكن يعيشون حياة طبيعية بين تلك النوبات
وتكون الصعوبة خلال فترة الانتكاس فقط، يعاني مريض الفصام من مشكلات تتعلق بمستوى الأداء الدراسي، أو صعوبة إنجاز المهام، وكذلك علاقاته الشخصية بمن حوله.
-
ما هو ثنائي القطب
يعرف باسم الهوس الاكتئابي، وهو اضطراب عقلي ينطوي على ارتفاع شديد في الحالة المزاجية يطلق عليه “الهوس”، أو انخفاض كبير يأتي على هيئة نوبة “اكتئاب”
وينطوي على تغير في أنماط التفكير والنوم والسلوك.
المصابون بالاضطراب ثنائي القطب يمرون بفترات يشعرون فيها بنشاط وسعادة مفرطة، وفترات أخرى مليئة بمشاعر اليأس والحزن الشديد.
خلال نوبات الهوس يمكن وصف المريض بـ “المجنون”، لما يشعر به من مشاعر اندفاع وهياج وثقة زائدة، إضافة إلى الأوهام والهلوسة.
يمكنك ايضا معرفة هل يوجد علاقة بين مرض فصام الشخصية والزواج ؟
الأعراض التي تميز الفصام عن ثنائي القطب
إليك الأعراض التي توضح الفرق بين الفصام وثنائي القطب بالتفصيل:
-
ما هي أعراض الفصام؟
في أغلب الحالات تظهر علامات الفصام في بداية العشرينيات من العمر، وتستمر الأعراض لأسابيع أو سنوات، ويكون من الصعب اكتشاف الاضطراب في البداية
ويُلاحظ على الشخص تغييرات سلوكية بسيطة، وتتضمن أعراض الاضطراب الفصامي:
- تغير درجة الوعي.
- صعوبة التركيز أو الاستيعاب.
- العزلة الاجتماعية.
- اضطرابات النوم.
- الأوهام الغريبة والمعتقدات الخاطئة.
- الهلوسة السمعية أو البصرية أو الشمية.
- التوقف عن الحديث لفترة طويلة وتصلب الجسد.
- استخدام كلمات أو جمل ليس لها معنى.
- الانتقال من موضوع لآخر دون وجود رابط.
- بطء الحركة.
- نسيان مفرط للأشياء أو المواعيد.
- تكرار الإيماءات أو الحركات.
- الخمول وضعف الطاقة خلال.
- فقدان الاستمتاع بالحياة
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
ما هي أعراض ثنائي القطب؟
لا تتبع نوبات الهوس والاكتئاب نمطًا محددًا من الأعراض، وتنطوي على مشاعر مختلفة ومتناقضة، ويمكن أن تحدث النوبات على مدار أسابيع أو شهور، وفي بعض الحالات تستمر لسنوات.
تختلف شدة أعراض ثنائي القطب من مريض لآخر، وتشمل العلامات:
- أعراض الهوس
- الإثارة والسعادة المفرطة.
- سرعة الانفعال والغضب.
- الأرق الشديد.
- سرعة الكلام.
- ضعف التركيز والاستيعاب.
- فرط الطاقة وقلة النوم.
- زيادة القدرة الجنسية.
- ضعف الشهية.
- زيادة الثقة بالنفس.
- تشتت الانتباه.
- أعراض الاكتئاب
- الحزن الشديد.
- فقدان الشغف والطاقة.
- تدني الثقة بالذات.
- عدم الاستمتاع بالأنشطة والهوايات.
- صعوبة التركيز أو الاستيعاب.
- النسيان المتكرر.
- التحدث ببطء.
- ضعف القدرة الجنسية.
- نوبات بكاء متكررة.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
- النوم لفترة طويلة من الوقت.
- أفكار أو محاولات انتحارية.
كيفية تشخيص مريض ثنائي القطب ومريض الفصام
تختلف الطرق المتبعة طبيًا لتشخيص اضطراب ثنائي القطب والفصام، ويمكن توضيحها كالآتي:
تشخيص مريض الفصام
في حالة ظهور أعراض الفصام على المريض، يتعرف الطبيب في البداية على التاريخ المرضي للشخص كاملًا، ثم يجري فحصًا بدنيًا شاملًا، وعلى الرغم من عدم وجود اختبارات معملية محددة لإثبات الإصابة بالفصام، إلا أنه يمكن إجراء بعض اختبارات الدم والأشعة لاستبعاد الإصابة بأي مرض جسدي أو نفسي آخر.
يستخدم الطبيب النفسي بعض المعايير والاختبارات لتشخيص حالة المريض، ويبني تقييمه على أساس الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية التي يُدلي بها الشخص والأسرة.
يُشخص المريض بالذهان إذا كان لديه اثنين على الأقل من العلامات التالية لفترة 6 أشهر متتالية، وهي:
- الهلوسة.
- التوهم.
- حديث غير مفهوم.
- سلوكيات خارجة عن المألوف.
اليك بعض المعلومات قد تهمك عن الفرق بين الذهان والفصام
تشخيص مريض ثنائي القطب
لتشخيص ثنائي القطب يطرح الطبيب بعض الأسئلة المتعلقة بالاضطرابات النفسية التي قد أصبت بها مسبقًا أنت أو أحد أفراد العائلة، ويضع تقييم نفسي كامل للأعراض التي تعاني منها.
الركيزة الأساسية في تشخيص الإصابة بالهوس الاكتئابي هي الأعراض، ثم يتم إجراء بعض الاختبارات لاكتشاف ما إذا كان الشخص يعاني من أمراض جسدية قد تؤدي لنفس النتائج مثل خمول الغدة الدرقية.
عادةً ما يتم تشخيص الاصابة بالاضطراب عقب مرور 10 سنوات على بدء أعراضه، ويكون التشخيص صعب بالنسبة للأطفال أو المراهقين.
الفرق بين الفصام وثنائي القطب في طريقة العلاج
نظرًا لاختلاف طبيعة كل اضطراب عن الآخر، تختلف طرق العلاج المتبعة لعلاج الفصام وثنائي القطب، وتكون كالتالي:
علاج الفصام
يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وتقليل نسبة الانتكاس، وقد يشمل الخيارات الآتية:
- العلاج الدوائي
الأدوية التي تستخدم في بداية العلاج هي مضادات الذهان، بهدف تهدئة القلق والهلوسة والأوهام، وأبرزها:
- تريفلوبيرازين (ستيلازين)
- أريبيبرازول (أبيليفاي)
- بريكسبيبرازول (ريكسولتي)
- كاريبرازين (فرايلار)
- إيلوبيريدون (فانابت)
- كيتيابين (سيروكويل)
- ريسبيريدون (ريسبردال)
- كلوربرومازين (ثورازين)
- فلوفينازين (بروليكسين)
- هالوبيريدول (هالدول)
- بيرفينازين (تريلافون)
- ثيوثيكسين (نافاني)
- لوراسيدون (لاتودا)
- أولانزابين (زيبريكسا)
- باليبيريدون (إنفيجا سوستينا)
- العلاج النفسي السلوكي المعرفي
يهدف إلى حل المشكلات الاجتماعية والسلوكية والنفسية المصاحبة للفصام، ومن خلاله يتعرف المريض على طرق السيطرة على الأعراض، وتحديد علامات الانتكاس.
يتم إعادة تأهيل المريض بالتركيز على المهارات التدريبية والاجتماعية المختلفة، وإعادة دمجه داخل المجتمع لعيش حياة مستقرة.
غالبًا ما يتم استخدام العلاج المعرفي لحل مشكلة عدم التركيز، من خلال استخدام التمارين والتدريبات المساعدة على تقوية الذاكرة والمهارات العقلية، وتحسين القدرة على الانتباه والتخطيط واتخاذ القرارات.
- العلاج الأسري
يساعد أفراد العائلة على التعامل مع المريض بطريقة صحيحة تساعدهم على التعافي في أسرع وقت، حيث يتعرف أفراد الأسرة بشكل أفضل على المرض، ويتم التدرب على التعامل مع الشخص الفصامي بأساليب علمية تهدئ أعراض المرض.
علاج ثنائي القطب
يحتاج مريض ثنائي القطب إلى علاج طويل الأمد ورعاية منتظمة ممن حولهم، وتقوم خطة العلاج على ما يلي:
- العلاج الدوائي
عادة ما يستخدم الطبيب مثبتات الحالة المزاجية للتخلص من الاكتئاب والحزن، وأشهرها تجريتول، لاميكتال.
قد يستخدم الطبيب بعض مضادات الذهان مثل كاريبرازين ولوراسيدون، اولانزابين.
من المحتمل أن يتم وصف الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب أو المنومات، أو المهدئات كي يشعر المريض بتحسن خاصة في حالة تفاقم الأعراض.
- العلاج النفسي
هناك عدة خيارات علاجية نفسية قد يتم إتباعها للتخفيف من حدة ثنائي القطب، وتشمل:
- العلاج السلوكي المعرفي
يساعدك هذا على التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية، واستبدالها بأخرى إيجابية، مع تعلم كيفية التحكم في التوتر والقلق.
- العلاج الأسري
يعلم أفراد العائلة المزيد حول الاضطراب، كيفية التعامل مع المريض بثبات خلال النوبات، وهو ما يتيح إنقاذه من إلحاق الأذى بنفسه أو الآخرين.
نسبة شفاء كلا من ثنائي القطب والفصام
كلا من ثنائي القطب والفصام لا يمكن الشفاء منهم نهائيًا، لكن تساعد العلاجات المتاحة على تخفيف أعراض الإصابة، والتحكم بها، ومنع المريض من ارتكاب سلوكيات خطيرة تلحق الأذي به أو بمن حوله.
تقدر نسبة نجاح علاج ثنائي القطب بنسبة تتراوح بين 70 و 80% من إجمالي عدد المصابين، في حين أن نسبة نجاح علاج الفصام تقدر بـ 50%، وحوالي 15% يصعب السيطرة عليهم خارج المصحات النفسية.