نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب قد يصاب الأشخاص أحياناً بالحزن أو الاكتئاب أو فقدان الاستمتاع بمعظم الأنشطة، وربما حالة عدم اكتراث أو اهتمام بما كان يجذبه من قبل، فيظن أنها مجرد تقلبات مزاجية مؤقتة وسرعان ما تذهب بعيداً، لكن أحياناً يحتاج الأمر لمتابعة طبيعة في حالة الدخول في حالات مزمنة تستمر طويلاً بلا تغيير.
لأن تكرار التقلبات المزاجية وانقلابها رأساً على عقب في لحظة ما بين الهوس والسعادة من ثم الحزن والاكتئاب بشكل مستمر ومتلاحق دون أسباب واضحة، قد يؤثر على النوم، والطاقة، والنشاط، والقدرة على اتخاذ القرارات، والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح، وهو ما يتطلب الإرشاد الطبي للتأكد من إذا كانت تقلبات طبيعية أم مرض اضطراب ثنائي القطب.
أفضل دكتور لعلاج ثنائي القطب وكيف يتمكن من التشخيص والعلاج نهائيا؟
ما هو مرض اضطراب ثنائي القطب ؟
مرض اضطراب ثنائي القطب هو حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات عاطفية، وهو أحد أشكال اضطرابات الدماغ المتسببة في تغير شعور الإنسان بتقلبات في مزاجه اليومي وطاقته وقدرته على العمل، فيعيش حالة من التذبذب بين المزاج الجيد الذي يصل حد الهوس، ثم حالة اكتئاب حادة جداً بفترات أخرى ويظل متأرجحاً بين الحالتين. فهو مرض نفسي يتسم بنوبات متعاقبة من الكآبة والبهجة ما يدفع المريض إلى لصدور أفعال غير مسؤولة أحياناً.
ويصنف بين الأمراض الشائعة إلى حداً ما، فوفقاً للدراسات واحد من بين كل 100 شخص يصاب بمرض اضطراب ثنائي القطب مرة في حياتهم. لكن يختلف نمط تقلب المزاج من شخص إلى آخر، وقد تصل نوبات الهوس والاكتئاب لأسابيع أو أشهر.
معلومات تهمك قبل اختيار أفضل طبيب نفسي ومتي تحتاجه ؟
ما هي أعراض الإصابة باضطراب ثنائي القطب ؟
تتضح أعراض الإصابة باضطراب ثنائي القطب في عدة تفاصيل ينتبه الأشخاص من خلالها لإصابتهم وهي تنقسم لثلاثة أشكل سواء نوبات من الاكتئاب والحزن، أو نوبات من السعادة الهوس، أو الفترة المختلطة بين القطبين فيصاب بأعراض الاكتئاب والهوس معًا فيكون بمزاج مكتئب لكن نشاط جيد أو حركة تتناسب مع عمله اليومي وتتضح الأعراض في النقاط التالية:
1- مرحلة الإكتئاب
- نقص الطاقة
- صعوبة التركيز وتذكر الأشياء.
- الشعور بالحزن
- فقدان الشهية.
- صعوبة النوم.
- الاستيقاظ المبكر.
- أفكار انتحارية.
- الاحساس باليأس أو الانفعال معظم الوقت.
- الشعور بالذنب أغلب الوقت.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
- الشعور بالتشاؤم حول كل شيء.
- الشعور بالفراغ
- عدم الثقة بالنفس.
- الشعور بالهلوسة والتفكير المضطرب أو غير المنطقي.
2- مرحلة الهوس
- عدم الشعور بالحاجة إلى النوم والاكل.
- التحدث بسرعة كبيرة.
- الشعور بالسعادة الشديدة.
- الشعور الكامل للطاقة.
- الاحساس بأهمية الذات.
- الهلوسة والتفكير المضطرب أو غير منطقي.
- شعور مليء بالأفكار الجديدة العظيمة والخطط المهمة.
تعرف على الفرق بين الفصام وثنائي القطب من حيث الاعراض وطرق العلاج
كم تكون نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب ؟
وفقًا لدراسات المجلس الوطني الاستشاري للصحة العقلية، لا توجَد حالات شفاء تام من مرض ثنائي القطب، ولكن نسبة نجاح العلاج في السيطرة على المرض كبيرة، فتصل نسبة نجاح السيطرة عليه لـ 80 %، لكن ضمان النجاح مرتبط دائماً بالتشخيص مبكراً.
فعلى سبيل المثال أوضحت دراسة نشرت نتائجها بدورية الطب النفسي الاكلينيكي نجاح السيطرة على نوبات المرض وصلت لـ 50% تراجعاً في ظهور أعراض الاكتئاب، وتراجعا بنسبة 75 % في الميول الانتحارية لدى مرضى الاكتئاب ثنائي القطب ممن لم يستجيبوا للعلاجات العادية.
ما هي اساليب العلاج الفعالة لمرض ثنائي القطب ؟
تختلف أساليب العلاج الفعالة لمرض ثنائي القطب ما بين العلاج النفسي، العلاج بالأدوية، العلاج بالصدمات الكهربائية وغيرها كثيراً من الطرق التي جاءت كالتالي:
1- العلاج النفسي لمرض ثنائي القطب
علاج اضطراب ثنائي القطب بالعلاج النفسي هو أحد أهم وأبرز الطرق الفعالة للسيطرة عليه بمتابعة طبيب مختص يفيد في تحديد محفزات نوبات الاكتئاب أو الهوس، كما أن جلسات علاج اضطراب ثنائي القطب تساعد في الحد من السلوكيات السلبية التي تؤثر على جودة الحياة. وقد يصل العلاج النفسي لحوالي 16 جلسة كلاً منهم مدتها ساعة على فترة من 6 : 9 أشهر حتى تزداد نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب .
- العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر واحد من الأنواع المستخدمة في زيادة نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب فيكون العلاج عن طريق الحديث أو الكلام ويصنف جزء من العلاج النفسي يتحاور خلاله الطبيب المعالج مع المريض لتحديد الأفكار السلبية واستبدالها بأخرى، وتأتي أهمية الإستعانة بالطبيب أو مراكز العلاج النفسي في التعرف على المحفزات الرئيسية وكيفية الوقاية منها، والتعرف على الأعراض المبكرة للنوبات وتعلم مهارات التحكم فيها وإدارتها بشكل أكثر فعالية، إضافة لتحديد الأعراض المبكرة للنوبة واتخاذ التدابير اللازمة للتعامل معها.
- العلاج الأسري
ضمن مرحلة العلاج النفسي للمريض فتشارك العائلة أيضاً في زيادة نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب من خلال تثقيف أفراد الأسرة للتعرف على العلامات التحذيرية المبكرة لنوبات الهوس والاكتئاب، وطرق التعامل معها لتحسين الحالة النفسية.
2- العلاج بالأدوية
في حالة علاج مرض ثنائي القطب بالأدوية فيحتاج خلالها لتناول عقاقير تكون بمثابة مضاد للاكتئاب والذهان بما يحافظ على توازن الحالة المزاجية، أحياناً يحتاج العديد من الأشخاص إلى أكثر من دواء واحد للسيطرة على أعراض الاضطراب ثنائي القطب، وبينهم بعض العقاقير المستخدمة لتثبيت الحالة المزاجية لدى الأشخاص، وتكون الأدوية المستخدمة في زيادة نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب هي:
- دواء سيمبياكس بين الفلوكسيتين المضاد للاكتئاب.
- الأولانزابين المضاد للذهان.
- الليثيوم (الليثوبيد).
- حمض الفالبرويك (ديباكين).
- ثنائي فالبروكس الصوديوم (ديباكوت).
- والكاربامازيبين (تيجريتول، وإيكويترو وغيرهما).
- اللاموتريجين (لاميكتال).
- الكويتيابين (سيروكويل).
- اللوراسيدون (لاتودا).
- كاريبرازين (فرايلار).
- الأسينابين (سافريس).
3- العلاج بالصدمات الكهربائية
أحياناً يستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية لعلاج مرض ثنائي القطب تحت تأثير التخدير ومرخيات العضلات، وأهميته تتمثل في إرسال نبضات كهربائية قصيرة إلى المخ عبر أقطاب كهربائية موضوعة على فروة الرأس لإحداث نوبة صرع مدة قصيرة لا تتجاوز دقيقة واحدة. ورغم أن مصطلح التعبير عن العلاج عبر الكهرباء قد يكون مقلق بعض الشيئ إلا أن الأمر ليس كذلك بل يعد علاجاً آمناً وفعالاً، ولم يلجئ إليه الطبيب إلا في حالات محددة بعد عدم الاستجابة للإدوية، أو للحد من تفكير الشخص في الانتحار.
4- العلاج بالضوء
يعمل العلاج بالضوء في التخفيف من الاكتئاب ويستخدم عادة في حالات اضطراب ثنائي القطب المرتبط بالاكتئاب الموسمي، خاصة في فصل الشتاء، وهو عبارة عن الجلوس مدة 20 إلى 30 دقيقة يومياً أمام إضاءة معينة ينبعث منها ضوء كامل الطيف.
5- العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
تستعمل هذه تقنية عبر الجمجمة لتقليل أعراض الاكتئاب باستخدام مجال مغناطيسي لتحفيز الخلايا العصبية في مراكز المزاج في المخ.
6- تحفيز العصب المبهم
تستخدم هذه التقنية لعلاج اضطراب ثنائي القطب بتحفيز العصب المبهم أو الحائر من خلال زرع جهاز يرسل إشارات كهربائية إلى العصب المبهم لعلاج الاكتئاب.
أسعار المصحات النفسية في مصر كيف يتم تحديدها وما هي افضل مصحة نفسية
علاج اضطراب ثنائي القطب في المستشفى
علاج اضطراب ثنائي القطب لا يحتاج البقاء في المستشفى لفترات طويلة، فقط أوقات الجلسات والمتابعة ومن خلالها يمارس الشخص حياته الطبيعية يومياً دون أي أزمة، بإستثناء بعض الحالات التي تتطلب البقاء في المستشفى لتلقي العلاج المناسب، مثل الحالات التي تعاني من خطر إيذاء النفس أو الآخرين. وهي الأخرى لا تتجاوز عدة أسابيع.
مدة علاج مرض ثنائي القطب
يصنف اضطراب ثنائي القطب كمرض نفسي يتطلب بعض الوقت للتعافي وتختلف من شخص لأخر وفقاً لمستوى الإستجابة وفي حالة الأدوية يستمر العلاج من أسابيع إلى أشهر ليصل للتأثيرالكامل.
وعادة تتحسن النوبات في غضون 3 أشهر تقريبًا فيتم بعدها السيطرة على الحالة المزاجية، وفي حالة عدم اللجوء لطبيب متخصص قد تستمر نوبات الهوس لمدة تتراوح ما بين 3 – 6 أشهر، بينما نوبات الاكتئاب تميل لأن تستمر لفترة أطول والتي غالبًا تتراوح ما بين 6 – 12 شهرًا.
أعراض الصدمة النفسية على الجسم تعرف عليها وكيفية التعامل معها ؟
ما هي علامات الشفاء من ثنائي القطب ؟
رغم أن نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب لم تصل لـ 100% إلا أن حالة المريض تتحسن بنسبة كبيرة بالمتابعة الطبية في مراكز العلاج النفسي أو مع طبيب مختص، ومنها تظهر علامات الشفاء من ثنائي القطب في التالي:
- السيطرة على الاضطراب ثنائي القطب والنوبات
- ممارسة المهام اليومية الروتينية من أهم علامات الشفاء من ثنائي القطب.
- تحسن حالته المزاجية.
- قلة نوبات المرض وتباعد فترات حدوثها.
- اختفاء حالات الاكتئاب والهوس.
- تشكيل روتين حياة صحي ونظامي.
- تحسن العلاقات الاجتماعية مع الأسرة والأصدقاء، على عكس حالته السابقة.
- اهتمام المتعافي بنفسه وبنظافته الشخصية وبتفاصيل حياته.
- اهتمامه بالعلاج والسعي وراء تحسين حالته.
عوامل تساعد على الشفاء من ثنائي القطب
- التثقيف النفسي بمعرفة تأثيرات النوبات وكيفية التعامل معها.
- التثقيف العائلي بمعرفة كيفية التعامل مع المريض والانتباه للأعراض قبل الدخول في نوبة.
- الدعم من المحيطين.
- تنظيم العادات اليومية، مثل موعد النوم، والأكل، وممارسة الرياضة، لتحقيق التوازن بين الأنشطة اليومية.
- جلسات الحوار التي تتيح للمصاب مشاركة مشاعره وأفكاره مع حالات تعاني من نفس الشعور لتطوير استراتيجيات للتحكم في النوبات، والتأقلم مع المرض.
هل يسوء مرض ثنائي القطب مع تقدم العمر ؟
لا علاقة لمرض اضطراب ثنائي القطب بالعمر فأن نسبة حدوث النوبات لا تقل مع تقدم العمر، فهو يحدث في أي عمر، لكن عادة ما يتم تشخيصه خلال سنوات المراهقة أو أوائل العشرينيات.
هل مرض ثنائي القطب خطير ؟
وفقاً للدراسات والأبحاث العلمية فيتم تصنيف مرض اضطراب ثنائي القطب ضمن الأمراض الخطيرة بفعل التقلبات المزاجية العنيفة التي يمر بها الشخص المصاب، تصل لصعوبة في ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي مع تغيرات في تفكيره، ومستويات طاقته، وأنماط نومه، فيتوقف معها الذهاب للعمل أو المدرسة.
مقالات تهمك
- متى يجب زيارة الطبيب النفسي وما هي الاسئلة التي تطرح على المريض النفسي
- تجربتي مع علاج القلق والوسواس تعرف عليها وما هي الادوية التي ساعدتني
- متى يبدأ مفعول مضادات الذهان وما هي أضرار مضادات الذهان على المخ ؟
- أسئلة تشخيص الحالة النفسية تعرف عليها و أهم 10 أسئلة يطرحها الطبيب
- اسباب الارق وما هو نقص الفيتامين الذي يسبب قلة النوم عند النساء ؟